responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 586


القول في السمك قد كنا تكلمنا في السمك في المقالة الأولى من كتابنا هذا كلاما جمليا ، وأتينا على اختلاف أنواعه وأصنافه وجودة تغذيته من رداءته ، وسرعة انهضامه من إبطائه ، والمحمود منها من المذموم ، والأفضل من الأخس . وأنا ذاكر في هذا الموضع جملة من ذلك لتكون تذكرة لمن نظر في مقالتنا هذه ، ومما يستغنى به عن النظر في المقالة الأولى إلا في الندرة ، وعند الحاجة إلى إقامة البرهان على ما يقصد إليه من ذلك . ولا قوة إلا بالله تعالى .
فأقول : أما طبيعة السمك في الجملة فباردة رطبة مولدة للبلغم ، موافقة لمن كان مزاجه محرورا وجسمه جافا ، لا سيما في زمان الصيف وفى البلدان الحارة ، ومذمومة [1] فيمن كان مزاجه باردا وجسمه لحميا عبلا ، ولا سيما متى كان بعصبه بعض الاسترخاء ، لا سيما في الشتاء وفى البلدان الباردة ، لان من خاصته ترطيب الأبدان وتبريدها . ولذلك صار زائدا في جماع من كان محرورا صفراويا . وقد يختلف السمك على ضروب ، لأنه ينقسم قسمة أولية على ثلاثة أنواع . وذلك أن منه النهري وهو لا يتولد إلا في الأنهار العذبة فقط . ومنه ما يتولد في الماءين جميعا [2] . فأما الذي يتولد في البحر ‹ فمنه › ما يصعد إلى الأنهار العذبة لاستلذاذه لعذوبة مائها . ومنه ما يكره ذلك وينفر منه . فأما الذي يتولد في الماء العذب فكله يكره الماء المالح وينفر منه ، ولذلك صار لا ينحدر منه إلى البحر إلا ما أخذته قوة جري الماء المنصب إلى البحر . وأما ما يتولد من الماءين جميعا فإن ما يتولد منه في البحر يصعد إلى الأنهار ويصاد منها كثيرا . والقليل ما يتولد منه في البحر وبين ما يتولد منه في الأنهار ، لان الذي يتولد في البحر فشوكه أقل وأغلظ وأصلب لجفاف مائه الذي يأوي ويتولد فيه بالطبع . والذي يتولد في الأنهار فشوكه أدق وأكثر وألين ، وذلك لليانة مائه ورخاوته بالطبع . والسبب في كثرة شوكه : أن الطبيعة احتاجت إلى أن تنسجه شوكا كثيرا كيلا يسترخي لرخاوة جسمه ورطوبة لحمه .



[1] في الأصل : ومذموما .
[2] ولم يذكر النوع الثاني ، البحري ، وهو الذي يتولد في المياه المالحة .

586

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 586
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست