responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 559


القول في اللبن السليم والدلالة عليه أما اللبن السليم فهو الجاري على مجرى الطباع المشاكلة لمزاج حيوانه الذي هو منه بعد أن يكون الحيوان صحيح المزاج ، حسن اللحم ، معتدل الشحم ، سليما من الهزال والاسقام وسائر الآفات .
وقد يستدل على اللبن الذي هو كذلك من بياض لونه واعتدال قوامه واجتماع أجزائه وذكاء رائحته وحلاوة طعمه وسلامة مزاجه من الحموضة والملوحة والمرارة . أريد ببياض [1] لونه أن يكون مع بياضه صافيا نقيا من الصفرة والخضرة والكمودة . وأريد باعتدال قوامه أن يكون متوسطا بين الرقة والثخن حتى إذا قطر منه على ظفر أو مرآة صقيلة ، كان مجتمعا رجراجا غير جامد ، ولا سائل ولا منقطع . وأريد باجتماع أجزائه أن تكون أجزاؤه كلها بقوام واحد ولا يكون بعضها رقيقا مائيا ، وبعضها ثخينا جامدا .
وأريد بذكاء رائحته أن يكون معرى من الزفورة والنتن والكراهة أصلا . وإن كان من الواجب أن لا تكون له رائحة بينة ، وإن كانت فيجب أن تكون يسيرة لذيذة ذكية ، لان ما كان من الألبان كذلك ، دل على تولده من دم صحيح سليم من الاعراض والشوائب ، وأريد بأنه لا يولد إلا دما كذلك . وإذا كان كذلك ، كان دليلا على أن منفعته في دفع ضرر المواد اللذاعة للأعصاب ليست باليسيرة . وهذا المعنى ، وإن كان قد يعم الماء واللبن جميعا ، فإن بينهما في ذلك فرقا بينا من قبل أن اللبن لعذوبته ولزوجته التي هي له من قبل جبنيته وسمنيته ، يلحج ( 1 ) بالأعضاء ويدبق بها ويصير عليها ( 3 ) بمنزلة الغراء على الخشب ، ويمنع المواد مماستها والاتصال بها ، ويسكن اللذع العارض فيها من تبخير المواد الحادة اللذاعة ، ويفعل في الأعضاء فعل بياض البيض والمرهم المعروف بالقيروطي المتخذ من الشمع الأبيض المغسول . ودهن الورد والماء فمعرى من ذلك لعدمه اللزوجة والعذوبة . وليس إنما يفوق اللبن الماء بهذه الحال فقط ، لكنه قد يفوقه أيضا بما فيه من الجلاء والغسل والتنقية لما فيه من رطوبة المائية الحادة التي من شأنها غسل الفضول وجلائها وتنقيتها . ولكنه لما كان كل لبن من شأنه الاستحالة والتغير ، وبخاصة في الهواء الحار ، لم يؤمن عليه أن تنحل ( 4 ) حواسه وقواه التي وصفناه به ، إذ لم يوجد عند خروجه من الضرع بحرارته التي يخرج بها من الحيوان .



[1] في الأصل : بياض . ( 2 ) لحج ولا حج لحوجا : لصق . ( 3 ) في الأصل : عليه . ( 4 ) في الأصل : تتصل .

559

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 559
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست