responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 560


وأفضل الألبان وأعدلها مزاجا وأسرعها انهضاما وأقربها من توليد الدم المحمود ، ألبان النساء الفتيات المعتدلات المزاج القويات الحرارة الغريزية بالطبع . ولذلك صار من أنفع الألبان للذع العارض في المعدة وقروح الرئة والمعاء ، وشرب الأرنب البحري ، ومنه الدواء المعروف بقاتل الذئب ، وشرب الذراريح [1] . وقد ينفع أيضا من الطرفة التي تعرض للعين إذا قطر فيها . وبعد ألبان النساء لمثل ذلك ألبان الحيوانات القريبة من المزاج المعتدل بالطبع التي ليست ببعيدة من مزاج بدن الانسان . والوقوف على مثل ذلك سهل من رائحة لحم الحيوان ، لان كل حيوان مزاجه بعيد من مزاج بدن الانسان مثل الأسد والكلب والثعلب والذئب والأرنب والدب والسنور وما شاكل ذلك ، فلحمه زهم جدا كريه الرائحة منافر للطباع . وكل حيوان ليس مزاجه ببعيد من مزاج الانسان مثل الضأن والماعز والبقر والظبي وما شاكل ذلك ، فلحمه غير زهم ولا منافر للطباع . ولذلك صار الانسان يستعمل ألبان هذه الحيوانات لأنه قد عرفها وقاربت الطباع إلى قبولها .
وقد نتخذ من بعضها جبنا وزبدا وسمنا مثل الضأن والماعز والبقر . فأما الخيل والأتن والنوق فليس يمكن أن يكون منها جبن ولا سمن ، لان ألبانها رقيقة مملوءة رطوبة غزيرة المائية جدا ، ولذلك لا تقبل الجمود والانعقاد ، وإن كان ديسقوريدس حكى عن لبن الخيل : أنه يتخذ منه جبن يسمى الأقاقي ، وذكر أنه زهم جدا تعافه النفوس ولا تقبله الطباع ، إنما اشتق له هذا الاسم من اسم منفحة الخيل ، لأنها تسمى أقاقي .
والسبب الذي له صار بعض الألبان يتجبن وبعضها لا يتجبن ما قدمنا ذكره في تركيب اللبن من جواهر ثلاثة : جوهر مائي فيه حدة ، وجوهر جبني الغالب عليه الأرضية ، وجوهر دسم الغالب عليه الهوائية . فأما الجوهر المائي ، فلسيلانه وحدته ، صار لا يقبل الانعقاد لان من شأنه أن يذيب ويغسل ويحلل . وما كان كذلك لم يمكن انعقاده أصلا . وأما الجوهر الجبني ، فلغلظ أرضيته ، صار قابلا للانعقاد والذوبان في حال دون حال ، لأنه عند ملاقاته البرد والجليد والثلوج يجمد وينعقد . وعند مباشرته الحر والسموم يذوب وينحل . ومن قبل ذلك صار كل لبن مائيته أكثر وجبنيته وسمنيته أقل لا يمكن أن يكون منه جبن لبعد المائية من الانعقاد بالطبع ، وبخاصة إذا كان فيه مع ذلك حدة وحرافة .
وكل لبن جبنيته وسمنيته أكثر ورطوبته ومائيته أقل ، يمكن أن يتجبن وينعقد لقرب الجبنية والسمنية من الانعقاد بالطبع ، إلا أن ما كان منها سمنيته أزيد وجبنيته أنقص ، كان الجبن المتخذ منه ألذ طعما وأكثر دسما وأسخف جسما . وذلك لغلبة الجزء الهوائي عليه بالطبع . وما كان منه جبنيته أكثر وسمنيته أقل ، كان الجبن المتخذ منه أكثر اكتنازا [2] وأصلب جسما وأقل دسما وأبعد من اللذاذة ، وذلك لغلبة الجزء الأرضي عليه بالطبع . ولذلك صار الجبن المتخذ من الضأن ألذ وأدسم من الجبن المتخذ من البقر



[1] الذراريح ، جمع الذراح والذراح وغير هذا من اللغات كثيرة : من السموم .
[2] رسمها في الأصل : اكنازا ، وفوقها إشارة إلى غموضها مع لفظة : يحقق . ولعلها كما أثبتنا .

560

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 560
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست