نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 366
ينبغي أن يمدح الكرفس على سبيل الغذاء لأنه يبعد من تنقية المعدة لكثرة ما يجذب إليها من الرطوبات الرديئة . ولهذه الجهة صار مغثيا مهيجا للقئ غير محمود في المعونة على الهضم . فإذا جاد هضمه ، حبس البطن وفعل بزره في درور البول وفى جميع ما ذكرنا ، أقوى من فعل ورقه كثيرا . وفعل أصله أقوى من فعل بزره . وللفاضل أبقراط في الكرفس فصل قال فيه : وأما ورق الكرفس فإن معونته على درور البول أكثر من معونته على إطلاق البطن . وأصله وعروقه أكثر إطلاقا للبطن من ورقه لان أصله يفعل على سبيل الدواء وورقه على ما فيه من الحرافة والتلطيف بعيد الانهضام والانحدار لجذبه الرطوبات إلى المعدة . ولذلك وجب أن لا يقدم أكله ، لان أكله بعد الطعام أوفق كثيرا . وإذا أكل الكرفس مع الخس ، أكسبه ذلك جودة واعتدالا ولذاذة وصيره قريبا من الكرفس المربى لما في الخس من البرودة والرطوبة وليانة الطعم ، لان طعمه غير قوي . وما كان من الأغذية غير قوي الطعم فإنه إذا أكل مع غذاء له حرافة مثل الكرفس والجرجير والباذروج [1] الحريف ، تولد بينهما طعم لذيذ معتدل . وقال ديسقيريدس إن الكرفس إذا طبخ بأصله وشرب ماؤه ، نفع من نهش الهوام ، ومن شرب الأدوية القتالة وشرب المرداسنج [2] ، حلل [3] الرياح والنفخ وهيج القئ وعقل البطن . وبزر الكرفس أدر للبول وأحبس للبطن من ورقه . وقد ينتفع به في أخلاط الأدوية المسكنة [4] للأوجاع وأدوية السعال والأدوية [5] المانعة لضرر ذوات السموم . ومن خاصة بزر الكرفس الاضرار بمن به صرع . وزعم بعض الأوائل أن الكرفس الريفي والجبلي جميعا مضران بكل مسموم لأنهما يطرقان للسم ويوصلانه [6] إلى القلب بسرعة . قال إسحاق : برهان هذا ظاهر في الكرفس وبين من فعله وبخاصة إذا تقدم الكرفس قبل الدواء المسموم ، أو كان بعده بيسير لان الكرفس يفتح المجاري ويطرق للسم ويوصله إلى القلب بسرعة ، إلا أنه إذا أخذ بعد أن تضعف قوة السم وتخلق [7] ، كان له قوة تنشفه وتنقيه وتدفع ضرره . * * * في الكرفس البري وأما الكرفس البري فحرارته ويبسه في آخر الدرجة الثالثة لان قوته قطاعة مدرة للبول والطمث ، محللة للرياح والنفخ . وأنفع ما فيه بزره لان قوة قضبانه وورقه وإن كانت قريبة من قوة بزره ، فإنها
[1] ريحانة معروفة ، وتعرف أيضا بالحوك أو حبق القرنفل . [2] هو المرتك . يعمل من الرصاص ، ومنه ما يعمل من الفضة . [3] في الأصل : وحلل . [4] في الأصل : المسكن . [5] في الأصل : وأدوية . [6] في الأصل : ويوصلان . [7] أي بلي واضمحل .
366
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 366