responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 307


القول في التمر أما التمر فحار غليظ عسير الانهضام بطئ الانحدار ، إلا أنه أسرع انهضاما من التين وأدر للبول ، حتى أن الالحاح عليه يشحم المثانة ويولد سددا في الكبد والطحال ويزيد في جسأهما وغلظهما ، ويضر بالأسنان واللثة ، ويحدث في فم المعدة ألما ، غير أن فعله يختلف في القلة والكثرة على حسب اختلاف أنواعه ، لأنه في جنسه يختلف على ثلاثة ضروب : وذلك أن منه ما يكون تولده في البلدان القوية الحرارة ، ومنه ما يكون في البلدان القوية البرودة ، ومنه ما يكون في البلدان المعتدلة .
فما كان منه في البلدان القوية الحرارة ، بلغ من النضج الغاية القصوى وجاوز حد الاعتدال وصار أحر التمور وأشدها حلاوة وأكثرها ليانة ولزوجة وأقلها عفوصة . ولذلك صار أكثرها غذاء وأسرعها انهضاما وأطلقها للبطن ، إلا أنه أكثرها توليدا للنفخ وأخصها بسدد الكبد والطحال وأسرعها انقلابا إلى المرة والعفونة وأضرها بالأسنان والرأس وفم المعدة . وما كان منه في البلدان القوية البرودة لم يبلغ من النضج كماله ، وبقي يابسا جافا قوي العفوصة ، ولذلك صار أكثرها يبوسة وأقلها غذاء وأعسرها انهضاما وانحدارا وأشدها تقوية للمعدة وحبسا للبطن . وما كان منه في البلدان المعتدلة الهواء ، بلغ من النضج كماله وإن لم يصر إلى حالة يحتمل فيها أن يخزن فيبقى ، ولذلك اضطر أهل بلدته إلى أن يأكلوه وهو بعد طري ، ثم يجف فتفنى رطوبته الفضلية . ولهذه الجهة صارت أبدانهم تمتلئ بأخلاط نية تعرض لهم من حميات متطاولة وبرد لا يكاد البدن يسخن منه إلا بمشقة ، وتعظم أطحلتهم وتغلظ وتفسد مجاري كبودهم .
وفى الجملة ، إن ما كان من التمور متولدا في البلدان القليلة الحر فإنها لا تنضج ولا تعذب وأكثرها يولد [1] خلطا نيا سادا . ولذلك وجب على من أراد استعمالها أن يختار منها ما كان قليل الرطوبة خفيف الوزن ، فيه عفوصة بينة ظاهرة كالقسب [2] وما شاكله لان ما كان كذلك كان دابغا للمعدة حابسا للبطن ، إلا أنه من الواجب أن يمص ويرمى بثفله ، ويشرب بعقبه أسكنجبين سكري أو ماء رمانين ويتمضمض بعده بنبيذ صرف .



[1] في الأصل : تولد .
[2] القسب هو التمر اليابس ، صلب النواة .

307

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست