responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 206


القول في الهريسة أما الهريسة فإنها في طبيعتها غليظة بطيئة الانهضام . فإذا انهضمت ولدت دما يقرب من الرطوبة واللزوجة ، وغذت غذاء كثيرا لأنها معمولة من نوعين فاضلين ملائمين لطبيعة الانسان وهما : الحنطة واللحم . ولذلك صارت أفضل ما يستعمل من الحنطة بعد الخبز المحكم الصنعة . ولهذه الجهة صارت موافقة لمن نقص لحمه ونحف بدنه وجف ، واحتاج إلى زيادة في لحمه بعد أن يكون سليما من الحمى ، وإن كانت غير ضارة بالناقهين من الأمراض إذا كان هضمهم قويا ومعدهم نقية من الفضول .
وكذلك أصحاب الحميات المتطاولة ، فإنها غير ضارة بهم إذا أخذوا منها بقدر ، ولم يكن بهم عفونة ولا برد . فإن كان بهم عفونة أو برد كانت من أضر الأشياء بهم .
ومن أفضل ما يستعان به على تلطيف غلظها وسرعة انحدارها وسرعة انهضامها ، اتخاذها من حنطة بيضاء خفيفة رخوة قليلة اللباب مع صدور الدجاج والفراريج ولحومها وأجنحتها وأجنحة الإوز بعد أن ينعم طبخها ويطاول لبثها على النار ، وتشاط دائما وتحرك الحين بعد الحين بعود شبت [1] ، ويلقى زيتها وملحها في أول طبخها ، وتؤكل بالمري والفلفل والدارصيني [2] وشئ من زنجبيل . فإن ألقي فيها شئ من عسل ، أزال عنها أكثر لزوجتها وأحدث فيها سرعة انهضام وزاد في جليها وقل إضرارها بالكبد والطحال ، إلا أن يكون قد تقدم فيهما سدة قبل ذلك . وإن كان ذلك ، لم يكن إضرار الهريسة بالعسل دون إضرارها بغير عسل . وإن أمكن تزبيب الحنطة وهي طرية في سنبلها بالفوذنج النهري والنعنع ، كان أقل لغلظها وأسرع لانهضامها . وقد ينبغي أن نحذر استعمالها بشئ من السمن أو اللبن ، فإن ذلك مما يزيد في غلظها ولزوجتها وبعد انهضامها وبخاصة السمن لعدمه مائية اللبن التي في الزبد .



[1] الشبت : بقلة معروفة تطيب بها القدور . وهي الشمر أو قريبة منه ، وتطلق على الرازيانج .
[2] هي القرفة ، وهذه : قشر شجر يطبخ شرابا لذيذا . وهي نوعان : صينية وسيلانية . وسيأتي كلام المصنف عليها وعلى الشبت في الجزء الثالث .

206

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست