responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 190


القول في الخبز وأما الخبز ، فقد كنا بينا فيه آنفا أنه في طبيعته أسخن من الحنطة التي يعمل منها . إلا أنه قد يختلف في جودة غذائه ورداءته من أربعة وجوه : أحدها : من عنصره وهيولاه ، أعني بذلك دقيقه .
والثاني : من صنعته وعمله . والثالث : من ناره التي يخبز فيها . والرابع : من وجوه استعماله .
فأما الدقيق ، فيختلف من ثلاثة أوجه : أحدها : من جوهره : والثاني : من طحنه . والثالث : من مقدار مدته وبعده من الطحن أو قربه به . فأما جوهره الدقيق ، فينقسم في جنسه على قسمين متضادين :
لان منه العلك الكثير الجوهر واللباب ، القليل القشر والنخالة . ومنه الرخو الخفيف القليل الجوهر واللباب ، الكثير القشر والنخالة . فما كان منه علكا كثير الجوهر واللباب ، كان غذاؤه أكثر وانحداره عن المعدة أبعد وانهضامه أعسر . فأما كثرة غذائه ، فلجهتين : إحداهما : أن الأعضاء تقبل ‹ منه › مقدارا أكثر لكثرة جوهره ولبابه . والثانية : بعد انحلاله من الأعضاء وطول لبثه فيها لعلوكته ومتانته . وأما بعد انحداره عن المعاء فلجهتين : إحداهما : أن الأعضاء لما كانت تقبل منه مقدارا أكثر ، صار ما يبقى منه في المعاء لا يثقلها ويمنعها عن حمله وإمساكه . ولذلك لا ترسله عنها بسرعة . والثانية : لقلة ما فيه من القشر والنخالة ، لم يكن معه من الجلاء ما يزعج المعاء ويهيجها إلى دفعه وإخراجه عنها .
ولروفس في هذا فصل قال فيه : إن الخبز كلما كان نقيا ، كان غذاؤه أكثر وانحداره أعسر وانهضامه أبعد . وكلما كان نخاليا ، كان غذاؤه أقل وانحداره أسرع وانهضامه أسهل . وما كان من الدقيق خفيفا رخوا قليل الجوهر واللباب ، كثير القشر والنخالة ، كان غذاؤه أقل وانحداره عن المعدة أقرب وانهضامه أسرع . فأما قلة غذائه ، فلجهتين : إحداهما : قلة ما يصل إلى الأعضاء من جوهره لكثرة نخالته وقشوره . والثانية : قلة لبثه في الأعضاء لسرعة انحلاله منها لسخافته وخفته وقلة علوكته . وأمل سهولة انحداره من المعاء ، فلأضداد الجهتين اللتين ذكرناهما . والنوع الأول : أعني أنه لما كانت الأعضاء لا تقبل من غذائه إلا اليسير ، كان ما يجتمع منه في المعاء مقدارا أكثر . ولذلك يثقلها ويمنعها من حبسه وإمساكه ، فترسله عنها بسرعة . ولما كان فيه من القشرة والنخالة مقدارا أكثر ، كان فيه من قوة الجلاء ما

190

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست