نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 189
بطوننا بثقل شديد كأن فيها حجارة ، فأقمنا إلى الغد ولا نستمره معدنا ، ومكثنا نهارنا أجمع لا نشتهي طعاما ، ولا نقدر نذوق شيئا ، وانتفخت بطوننا ، واعترانا صداع وظلمة في العين ، ولم تسهل بطوننا ولا انحدر من الحنطة شئ . فلما رأيت ذلك ، علمت أن هذه علامة كل طعام غليظ عسير الانهضام بعيد الانحلال . فسألت العلوج هل عرض لهم مثل الذي عرض لنا ، فذكروا مثل ذلك وزعموا أنهم أكلوا هذه الحنطة مرارا ، ووجدوا ذلك في كل مرة يأكلونها . فتيقنت أنه طعام غليظ بطئ الانهضام عسير الانحلال . فلما وقفت على ذلك فكرت في دقيق الحنطة ، فعلمت أنه متى استعمل من غير أن تحكم صنعته ، كان ثقيلا بطئ الانحدار عسير الانهضام . ولذلك وجب أن لا يستعمل إلا بعد إحكام عجنه بخمير معتدل ، وملح بقدر ، ويخمر تخميرا جيدا محكما ، ثم يعجن ثانية ويعرك عركا جيدا ، ويقرص ويصبر عليه حتى يعود إلى الاختمار ثانية ، ويخبز في تنور معتدل في الحرارة لتغوص قوة النار إلى باطنه وتلطف غلظه وتخلخل جسمه وتكمل إنضاجه ، لأنه إذا كان كذلك جاد هضمه في المعدة وولد غذاء فاضلا محمودا سريع الانحدار والانهضام ، وإن كان ما لم يبالغ في عجنه وتخميره أكثر غذاء مما قدمنا ذكره ، لبعد انحلاله من الأعضاء ، إلا أنه أغلظ وأبعد انهضاما وأعسر نفوذا في العروق . ولجالينوس في هذا فصل قال فيه : إن ما لم يعجن من الخبز بخمير صالح وملح ، ويبالغ في عجنه وتخميره ، كان أكثر غذاء مما قد عجن عجنا بليغا على غاية الاحكام من الصنعة ، إلا أنه أعسر انهضاما وأبطأ انحدارا . وما مضغ من الحنطة وأكل ، كان أكثر غذاء ، إلا أنه في غاية الغلظ وبعد الانهضام والانحدار وكثرة النفخ والقراقر ، وتوليد الدود وحب القرع في البطن . وأما الدهن المستخرج من الحنطة ، فمخصوص بالنفع من القوباء إذا طلي عليها بعد أن تحك حتى تدمى بشئ خشن قبل أن يطلى عليها الدهن .
189
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 189