responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 188


القول في الحنطة الرطبة والحنطة المسلوقة بالماء أما الحنطة الرطبة المعروفة بالستول ، فإنها إذا أكلت ، كان الغذاء المتولد عنها يسيرا نيا بلغمانيا كثير النفخ والقراقر مضرا [1] بالجنبين سريع القبول للعفونة . والدليل على ذلك ، ما يتولد منه في البطن من الدود وحب القرع ، فإن هي حمصت أو شويت بالنار حتى يزول عنها أكثر رطوبتها الفضلية اللينة ، ازداد غذاؤها ، ولطفت وقلت رياحها ، وارتفعت عنها العفونة ، وقويت على حبس البطن ، إلا أن انهضامها يكون عسيرا .
وأما الحنطة المسلوقة ، فثقيلة جدا كثيرة النفخ والقراقر عسيرة الانهضام والانحدار [2] ، في غاية الغلظ واللزوجة ، ولا سيما إذا كانت الحنطة علكة في جنسها رزينة مكتنزة كثيرة اللباب قليلة النخالة ، إلا أنها إذا انهضمت وجاد استمراؤها ، غذت البدن غذاء كثيرا قويا بعيد الانحلال من الأعضاء زائدا في شدتها . ومن أجل ذلك وجب ألا يستعملها إلا الفلاحون وأمثالهم من أهل التعب والرياضة .
ولجالينوس من هذه الحنطة المسلوقة خبر قال فيه : إني لم أكن أظن أنه يستغنى بالحنطة المسلوقة عن الطعام ولا أنها تقع موقع الغذاء ، ولا كنت أحسب أنه يستقيم لاحد أن يستعملها عوضا من الخبز ، حتى خرجت في بعض الأيام أنا وفتيان من أترابي ، فوجدت علوجا [3] يحتاجون إلى العشاء ولم يكن معهم خبز ، فأخذوا حنطة وسلقوها بالماء وجعلوا معها ملحا وطلبوا إلي وإلى من كان معي لنأكل معهم ، فأكلنا وأكثرنا منها ، لأنا كنا جياعا حسرى [4] شاخصين من تعب . فلما كان بعد قليل ، حسسنا في



[1] في الأصل : مضر .
[2] ( جدا كثيرة . . . والانحدار ) مستدرك في الهامش .
[3] العلج ، جمع علوج وغير ذلك : الرجل الشديد القوي .
[4] الحسير ، جمع حسرى : الضعيف ، الكليل .

188

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست