responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 179


في تقدير الغذاء على حسب أوقات السنة قال إسحاق بن سليمان : أجمع الأوائل على أنه لا ينبغي أن نقتصر في تدبير الغذاء ، وما نتناول منه في كميته وكيفيته ، على الوقوف على مزاجات الأبدان فقط ، دون البحث والنظر عن أوقات السنة ، ومزاج الهواء الحاضر ، لان من الواجب أن نحذر في الخريف دائما كل طعام مجفف مناسب للمرة السوداء ، ونتجنب ذلك في الشتاء ، من قبل أن مشاكلة هذا النوع من الأغذية لمزاج الخريف بالكيفيتين جميعا ، أعني بالبرودة واليبوسة ، ولمزاج الشتاء بكيفية واحدة ، أعني بالبرودة فقط ، ولذلك صار إضرارها في الخريف أكثر من إضرارها في الشتاء بيسير لا بالكثير . من قبل أن الكيفية التي يشاكل بها الشتاء هي الكيفية الفاعلة . والكيفية الفاعلة أقوى فعلا وأسرع تأثيرا من الكيفية المنفعلة . وأما الصيف ، فإنا نأمر فيه بالأغذية المبردة المرطبة ونمنع فيها في الشتاء لمخالفتها لمزاج الصيف بالطبع ، ومشاكلتها لمزاج الشتاء .
وأما الربيع ، ففيه نظر لأنه ربما كان طبيعيا معتدلا لا تعلو منه كيفية على كيفية . وربما كان حائدا عن الاعتدال قليلا إلى إحدى [1] الكيفيات ، إما إلى الحرارة ، وإما إلى البرودة ، وإما إلى الرطوبة ، وإما إلى اليبوسة . فإذا كان طبيعيا معتدلا لا تعلو منه كيفية على كيفية ، قابلناه من الأغذية بما لاءم مزاجه وشاكله وقواه ، مثل الأغذية المعتدلة المزاج ، البعيدة من الأطراف بعدا متساويا ، مثل الجدي الرضع والعجول الكذلك . ومنه ما يوصف بالتوسط لشيئين ، إما لأنه متوسط بين الحواشي والأطراف ، وإن كان إلى أحدهما أميل قليلا ، مثل لحم الضأن ، المائل إلى الحرارة قليلا ، وإن كان معتدلا ، وكشك الشعير ولباب الخبز المغسول بالماء مرات ، المائلين [2] إلى البرودة قليلا ، وإن كانا معتدلين . وإما لأنه مركب من شيئين مضادين في القوة ، وقابل من كل واحد منهما بقسطه ، فهو معتدل بالإضافة إلى كل واحد منهما على الانفراد ، مثل الغذاء المركب من الشعير المطبوخ بالعدس ، لأنه متوسط بين رخاوة الشعير وليانته ، وقحل العدس وصلابته . وكذلك الغذاء المتولد من العدس المطبوخ بالسلق ، فإنه معتدل محمود لتوسطه بين برودة العدس ويبسه ، وحرارة السلق وتليينه .



[1] في الأصل : أحد .
[2] في الأصل : المائلان .

179

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست