شكاية ، وإنما الشكوى أن يقول : قد ابتليت بما لم يبتل به أحد ، ويقول : لقد أصابني ما لم يصب أحداً » [1] . . قال المجلسي ( رحمه الله ) : « هذا تفسير للشكاية التي تحبط الثواب ، وإلا فالأفضل : أن لا يخبر به أحداً ، كما يظهر من الأخبار السابقة . ويمكن حمله على الإخبار لغرض كإخبار الطبيب مثلاً » [2] . وقد ورد الحث على إخبار الطبيب بالمرض ، ويكفي في ذلك ما تقدم مما يدل على لزوم التداوي ، أضف إلى ذلك : ما روي عن علي ( عليه السلام ) من انه قال : « من كتم مكنون دائه عجز طبيبه عن دوائه » [3] . وعنه ( عليه السلام ) : « من كتم الأطباء مرضه خان بدنه » [4] . فالإخبار بالمرض لا يلازم الشكوى ، كما دل عليه الخبر الآنف . . وقد تقدم أيضاً : أن المريض في سجن الله ما لم يشك إلى عواده . وأن من مرض يوماً وليلة فلم يشك إلى عواده ، بعثه الله يوم القيامة مع خليله إبراهيم . وأنه ما من عبد ابتليته ببلاء فلم يشك إلى عواده إلا أبدلته لحماً خيراً من لحمه [5] الخ . . وكل ذلك يدل على أن الإخبار بالمرض شيء ، والشكوى المرغوب عنها شيء آخر . . وأما اختلاف الروايات في الترغيب بعدم الشكوى ليلة ، أو
[1] الكافي ج 3 ص 116 ومشكاة الأنوار ص 279 وراجع : البحار ج 81 ص 202 وفي هامشه عن معاني الأخبار ص 142 و 253 والوسائل ج 2 ص 631 وميزان الحكمة ج 9 ص 126 عنه . [2] هامش الكافي ج 3 ص 116 عن مرآة العقول ، وراجع : البحار ج 81 ص 202 . [3] و [4] ميزان الحكمة ج 9 ص 126 عن غرر الحكم . [5] راجع المصادر المتقدمة من أول البحث عن شكوى المريض إلى عواده وحتى الآن لتجد هذه النصوص وغيرها .