ثلاثة أيام ، أو مطلقاً ، فيحمل على اختلاف درجات الفضل فيها . . وأما رواية من كتم وجعاً أصابه ثلاثة أيام الخ . . فيمكن أن يقال : إن المراد فيها ، أن إخباره لإخوانه بعد الثلاثة يصير له فضل . أو أن المراد بالكتمان عدم الشكوى ، لا عدم الإخبار بالمرض مطلقاً ؛ بقرينة قوله فيها ، « وشكا إلى الله عز وجل » فتكون كغيرها من الروايات . وأما الرواية التي تجعل كتمان المرض من كنوز البر ، فلا بد وأن تحمل على ما ذكر أيضاً . أو على صورة الشفاء السريع ، حيث لا يطول المرض ، أو على ما ذكره المجلسي آنفاً . . ويبقى أن نشير إلى أن ما ورد من قول الإمام الصادق ( عليه السلام ) للحسن بن راشد : « يا حسن إذا نزلت بك نازلة ، فلا تشكها إلى أحد من أهل الخلاف ، ولكن اذكرها لبعض إخوانك ، فإنك لن تعدم خصلة من خصال أربع : إما كفاية ، وإما معونة بجاه أو دعوة تستجاب ، أو مشورة برأي » [1] . وكذا ما عن الصادق ( عليه السلام ) : « من شكا إلى مؤمن فقد شكا إلى الله عز وجل ، ومن شكا إلى مخالف فقد شكا الله عز وجل » [2] . فإن الظاهر هو أنها ناظرة إلى شكوى غير المرض ، وحيث لا تستبطن الشكوى أياً من المعاني المرغوب عنها شرعاً . . ويشير إلى ذلك قوله : « أما كفاية » وذلك لأن المرض لا تتأتى فيه
[1] البحار ج 78 ص 265 عن التحف وج 81 ص 207 عن كتاب الإخوان للصدوق ص 34 ، والوسائل ج 2 ص 431 عنه وروضة الكافي ص 170 والفصول المهمة ص 502 ، وتحف العقول ص 284 . [2] الوسائل ج 2 ص 632 والبحار ج 81 ص 207 ومعاني الأخبار ج 2 ص 387 وبمعناه عن قرب الإسناد ص 52 وراجع غرر الحكم ج 2 ص 683 .