نام کتاب : هذي هي الوهابية نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 97
ونهاهم عن المعصية " . وقد حالت كثيرا ، وفكرت أكثر لأفهم وأهضم هذا الكلام فلم أستطع له فهما ولا هضما لمكان التناقض والتضارب ، فإن كلام ابن تيمية ظاهر في أن الله خالق أفعال الإنسان ، وغير خالقها ، والإنسان موجود لأفعاله ، وغير موجدها اللهم إلا أن يقال : إنهما اشتركا في الخلق والإيجاد ، وحينئذ يأتي إشكال أن أحد الشركين إذا كان أقوى من الآخرين قبح أن يعاقب الضعيف فيما اشتركا فيه . والحق في هذه المسألة التي شغلت الأولين والآخرين ما قاله الإمام جعفر الصادق ، وعبر عنه بقوله : " لا جبر ولا تفويض ، وإنما أمر بين الأمرين " ويتلخص معنى هذه الجملة الكبيرة في معناها ، الصغيرة في مبناها أن الله سبحانه أقدر العبد على فعل الخير والشر ، ثم أمره بالأول ، ونهاه عن الثاني ، فإن اختار العبد فعل الخير ، وآثره على الشر ينسب فعله هذا إلى الله ، لأنه رضي به ، وأيضا ينسب إلى العبد ، لأنه آثره على الشر ، وترك المعصية مع قدرتها عليها ، أما إن اختار العبد فعل الشر ، وفضله على الخير فينسب إليه وحده ، لأنه قد ترك الخير مع قدرته على فعله ، وفعل الشر مع قدرته على تركه ، ولا ينسب إلى الله ، لأنه نهى عنه ، ولم يرض به بحال ، وعليه يكون الخير من الله والعبد ، أما الشر فمن العبد وحده . وإن قال قائل : لماذا أقدر الله عبده على الشر ما دام لا
97
نام کتاب : هذي هي الوهابية نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 97