نام کتاب : هذي هي الوهابية نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 95
أعضائنا هذه في شئ فرارا من مشكلة التشبيه ، وبديهة أن اليد ظاهرة في هذا العضو المعروف ، وهو لا ينفك عن المادة بحال ، وكذلك العين والسمع ، وما إليهما ، فإن أبقينا اللفظ على ظاهره يلزم أن يكون الله جسما ، كسائر الأجسام ، وهم لا يلتزمون به ، وإن صرفناه إلى غير هذه اليد والعين والسمع يلزم التأويل ، وقد فروا منه ، وإن حملناه على معنى مجهول عند السامع والمخاطب ، وذلك بأن تكون له يد لا كالأيدي ، وعين لا كالأعين على حد تعبيرهم وقعوا في التعسف ، وهو أشد سوء من التأويل ، وبكلمة إن أبقوا اللفظ على ظاهره جاءت مشكلة التجسيم ، وإن حملوه على معنة مجهول جاء التعسف . . فتعين تأويل اللفظ تأويلا معقولا بحمله على معنى يتلاءم مع جلال الله وعظمته على أن تتحمله الصورة اللفظية ، ولا يأباه الذوق السليم ، كحمل اليد على القدرة ، لأنها مظهر لها ، والسمع والبصر على العلم ، لأنهما سبيلان إليه ، وحمل الوجه على الظهور ، لأنه المعنى البارز ، والاستواء على الاستيلاء ، ورؤية الله على رؤيته بالبصيرة لا بالبصر ، لأن كلا منهما طريق إلى المعرفة ، إلى آخر ما ذكره المفسرون وعلماء المعاني والبيان . تذكرت الآن ما نقل عن بعض المستشرقين من أنه ترجم اللباس " بالبنطلون " في قوله تعالى : " هن لباس لكم وأنتم لباس لهن " .
95
نام کتاب : هذي هي الوهابية نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 95