نام کتاب : هذي هي الوهابية نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 46
ما قوى من عزيمة الوهابيين على الهدم ، ومحاولة الاعفاء على الرسم ، وإن تصوروا ، وخيل إليهم أن الدافع والمحرك الأول هو الإخلاص للوحدانية ، والقضاء على الوثنية . وتقول : إن الوهابية تدين بعدم البناء على القبور منذ وجودها ، حيث لا ذهب أسود ، ولا أبيض ، ولا فولاذ ولا زنك ولا حديد . قلت : هذا صحيح ، وصحيح أيضا أن من يستأثر على الناس بما تحتاج إليه هو وعد طبيعي لمن لا يرى لنفسه شيئا تحتاجه الناس ، أراد ذلك ، أو لم يرد . ومهما يكن ، فإن استطاع الوهابيون أن يزيلوا الأحجار عن قبور الأئمة الأطهار ، فإنهم أضعف من أن يزيلوا ذرة من الحب والولاء للرسول وآله ، أو يمحوا كلمة واحدة من كلامهم ، وحكما من أحكامهم ، فلقد دلتنا التجارب المتتالية عبر التاريخ إن عظمة الآل ترتبط بإرادة الله ، لأنه هو الذي اصطفاهم واختارهم للعظمة ، ولا راد لما اختار وأراد ، فلقد فعل يزيد الأموي ، والمتوكل العباسي وغيرهما ما فعل الوهابيون ، وكانت النتيجة أن اقترن اسم الآل بالتقديس والصلوات ، واسم أعدائهم بالتحقير واللعنات إلى يوم يبعثون . وقد سمعت بأذني هذه اللعنات ، وأنا في البقيع ، وسمعها شرطة الوهابية تنطلق من أعماق القلوب كأنها الصواريخ تنقض على رأس من ظلم وهدم .
46
نام کتاب : هذي هي الوهابية نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 46