نام کتاب : هذي هي الوهابية نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 45
ولم أستطع المكوث في البقيع ، بعد أن رأيت ما رأيت من آثار الظلم والجور على أهل البيت الذين أشادوا صرح الدين ، وأعلوا كلمة الحق . . لم أستطع التأخير رغم تشوقي وتلهفي ، وأي فرق بين أن أرى آثار الوهابيين في البقيع ، وبين أن أرى ما فعل الأمويون والعباسيون بأهل البيت ؟ . . كل منهم أراد أن يشتفي وينتقم لنفسه من الحق والعدل ، وانتهج سياسة الضغط وكبت الحريات ، وأعلن الحرب على العقائد والمبادئ ، وعلى كل شعيرة لها تأثيرها في نشر الحق والعدالة ، والمساواة ، وكراهية البغي والمحاباة . وقد يظن أني أقول هذا بوصفي شيعيا موليا موتورا ، يريد أن ينتقم لعقيدته وأئمته . . وقد يكون هذا الظن حقا ، وقد يكون باطلا ، ولكن الحق الذي لا يتطرق إليه الشك والريب أن الوهابيين اليوم كالأمويين والعباسيين بالأمس ، يعيشون في الترف والنعيم ، والناس حولهم جياع عراة ، وما هو المبرر لهذا التفاضل والاستئثار ؟ هل هو الشرف والعظمة التي يدعيها الجهلاء والسفهاء ؟ فهؤلاء آل الرسول أشرف وأعظم الناس إطلاقا بعد جدهم ، ومع ذلك قدروا أنفسهم بأفقر الناس ، يشبعون يوما ، يجوعون أياما ، فكيف بالأدعياء ؟ . . إذن لا مبرر إلا الظلم والجور . . ولولا أهل البيت ومن سار بسيرتهم لم تتضح هذه الحقيقة ، ولم يفتضح بسببها الدعي المستأثر ، ومن هنا كانت إساءة التقي للشقي ، والمحق للمبطل ، والشريف للوضيع ، والعالم للجاهل . وهذا
45
نام کتاب : هذي هي الوهابية نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 45