نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 542
الصابرين جميع ذلك ذكره ابن أبي الحديد في كتابه [1] وذكر غيره من هذا الباب أضعافه فلنقتصر على ما ذكرناه لحصول الغرض به إذ لا منكر لهذا الأمر من مطلعي الخصوم ، وإذا كان علي ( عليه السلام ) ادعى الإمامة وظهر المعجز على يديه وجب أن يكون إماما ، لأنا قدمنا أن الإمامة تثبت بالمعجز كما تثبت به النبوة . وأجاب القوشجي عن هذا بعد اعترافه بصحته : بأنا لا نسلم أنه ادعى الإمامة قبل أبي بكر ولو سلم فلا نسلم ظهور تلك الأمور في مقام التحدي . أقول هذا الجواب تشبيه على الواضحات وتغطية للظاهرات فإن ادعاء علي ( عليه السلام ) الإمامة بعد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واحتجاجه على الصحابة وتظلمه منهم إذ منعوه عن الخلافة بين مشهور ، وظاهر غير مستور ، بل من متواترات الأمور ، وقد سبق بيانه وسطع في كلامنا المتقدم برهانه ، وأشرقت شموسه وزهر تبيانه بحيث لا ينكره إلا جاهل جاحد أو متعصب معاند . وأما معجزاته ، فمنها ما هو جار على سبيل الارهاص وهي التي في زمان النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأكثرها واقع بعد دعواه الإمامة فيكون مقرونا بالتحدي ، وكم كان يستدل على إمامته بذلك مثل قوله : ( سلوني قبل أن تفقدوني ) [2] وقوله وهو شابك يديه على بطنه : ( هذا سفط العلم
[1] أيضا 4 / 109 . [2] في الإستيعاب 3 / 40 عن سعيد بن المسيب قال : " ما كان أحد من الناس يقول : سلوني غير علي بن أبي طالب " قال شيخنا الأميني في الغدير 6 / 195 : " وما تفوه بهذا المقال أحد بعد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلا وفضح ووقع في ربيكة وأماط بيده الستر عن جهله المطبق " ثم ذكر ( رحمه الله ) نوادر وقعت لجماعة خانهم التوفيق فتفوهوا بها ففضحوا أنفسهم ، وظهر عجزهم وقد سئلوا عن أبسط المسائل أمثال إبراهيم بن هشام المحزومي ومقاتل بن سليمان وقتادة وغيرهم .
542
نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 542