نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 448
في أبي بكر ( وخليفتي في أمتي ) أليس قد كذب الكل بقوله المذكور ، وما زال هكذا بعض كلامه يكذب بعضا وقد بينا ذلك من أقواله مرارا لبيان تعصبه وعناده ، واعتذر ابن أبي الحديد عن عمر في ذلك وفي قوله أن النبي : يهجر بأنه أخرج هذه الكلمات على مقتضى جبلته الخشنة وموجب طبعه الجاسي ، وما هو عليه من الجفاء والغلظة [1] وهذا الاعتذار عنه إثبات لقصوره عن المرتبة التي أحلوه فيها لأنه إذا كان مجبولا على الجفوة والخشونة ومطبوعا على عدم الروية والفطنة كما يقول ابن أبي الحديد لم يجز أن يكون خليفة للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يبلغ عنه إلى الأمة الأوامر والنواهي ويسوس الرعية ويؤدبهم وهو في تلك الحال محتاج إلى سائس ومؤدب ، ومفهم ومقوم ، وقد قال ابن أبي الحديد في موضع من كتابه أن الخلافة نبوة مختصرة [2] والأمر كما
[1] شرح نهج البلاغة 1 / 183 و 2 / 27 . [2] المصدر السابق 18 / 64 قال هذه الجملة في كلمة لطيفة جدا قالها عند شرحه لكلام . أمير المؤمنين ( عليه السلام ) واصفا معاوية ( بالمستثقل النائم تكذبه أحلامه ) ننقلها بكاملها إتماما للفائدة ، قال : " فإن معاوية لو رأي في المنام في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه خليفة يخاطب بإمرة المؤمنين ، ويحارب عليا على الخلافة ، ويقوم في المسلمين مقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لما طلب لذلك المنام تأويلا ولا تعبيرا ، ولعده من وساوس الخيال ، وأضعاث الأحلام ، وكيف وأنى له أن يخطر ذلك بباله وهو أبعد الخلق منه ! وهذا كما يخطر للنفاط أن يكون ملكا ، ولا تنظرن إلى نسبه في المناقب بل انظر إلى ( أن الإمامة نبوة مختصرة ) وأن الطليق المعدود في المؤلفة قلوبهم ، المكذب بقلبه وإن آمن بلسانه ، الناقص المنزلة عند المسلمين ، القاعد في أخريات الصف إذا دخل إلى مجلس فيه أهل السوابق من المهاجرين ، كيف يخطر ببال أحد أنها تصير فيه ويملكها ، ويسمه الناس وسمها ويكون للمؤمنين أميرا ، ويكون هو الحاكم في رقاب أولئك العظماء من أهل الدين والفضل ! ! وهذا من أعجب العجب أن يجاهد النبي قوما بسيفه ولسانه ثلاثا وعشرين سنة ، ويبعدهم عنه ، وينزل القرآن بذمهم ولعنهم ، والبراءة منهم ، فلما تمهدت له الدولة وصارت شريعة محكمة مات فشيد دينه الصالحون من أصحابه ، وأوسعوا رقعة ملته ، وعظم قدرها في النفوس فتسلمها منهم أولئك الأعداء الذين جاهدهم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فملكوها وقتلوا الصلحاء والأبرار وأقارب نبيهم الذين يظهرون طاعته وآلت تلك الحركة الأولى ، وذلك الاجتهاد السابق إلى أن كان ثمرته لهم ! فليته كان يبعث ليرى معاوية الطليق وابنه ، ومروان وبنيه خلفاء يحكمون على المسلمين " .
448
نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 448