نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 289
وسلم ) وحروبه في أيام خلافته ، وقد قال معاوية لعمرو بن العاص لما أشار عليه بمبارزته : أتأمرني بمبارزة أبي الحسن وهو الشجاع المطرق أراك طمعت في إمارة الشام بعدي ، وكانت العرب تفتخر بوقوفها في الحرب في مقابلته كما افتخر بذلك عبد الله بن الزبير على معاوية فقال له معاوية : لا جرم أنه قتلك وأباك بيسرى يديه وبقيت اليمنى فارغة يطلب من يقتله بها ، ويكفيك شاهدا على ذلك افتخار رهط قتلاه بأن قتلهم قالت أخت عمرو بن عبد ود : لو كان قاتل عمرو غير قاتله * بكيته أبدا ما دمت في الأبد لكن قاتله من لا نظير له * وكان يدعى أبوه بيضة البلد [1] قال ابن أبي الحديد : أما الشجاعة فإنه أنسى فيها ذكر من كان قبله ومحى اسم من يأتي بعده ، ومقاماته في الحرب مشهورة يضرب بها الأمثال ، وهو الشجاع الذي ما فر قط ولا ارتاع من كتيبة ، ولا بارز أحدا إلا قتله ، ولا ضرب ضربة قط فاحتاجت الأولى إلى ثانية ، انتهى . ولقد قتل صناديد المشركين ، وقويت به شوكة الإسلام ، واعتز به جانب المسلمين ، قتل في غزاة بدر أعيان الكفار وشجعانهم حتى قتل قريبا من نصف القتلى وقتل باقي المسلمين والملائكة المسمون النصف الآخر [2] ، قال القوشجي ومع ذلك كانت الراية في يد علي ( عليه السلام ) في أحد وقد تفرق عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أصحابه وانهزموا بعد إن قتل علي ( عليه
[1] بيضة البلد من الأضداد يقصد بها المدح كما يقصد بها الذم والمراد هنا الأول وكان أبو طالب ( رضي الله عنه ) يدعى بيضة البلد والمعنى أنه فرد ليس مثله في الشرف كالبيضة التي هي تريكة وحدها ليس معها غيرها . [2] شرح نهج البلاغة 1 / 24 وجاء ذلك في احتجاج المأمون على الفقهاء كما في العقد الفريد لابن عبد ربه المالكي 5 / 92 .
289
نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 289