نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 288
وقول أبي الأسود الدئلي يهدد طلحة والزبير يوم الجمل : وإن عليا لكم مصحر * يماثله الأسد الأسود أما إنه أول العابدين * بمكة والله لا يعبد [1] وغير ذلك من الأشعار ، ولو تعاطينا ذكر الأخبار ورواية الأشعار في هذا الباب حتى نستوفي ما وجدناه من ذلك في كتب الخصوم لطال الكتاب وبلغ إلى غاية الأطناب ، وقول من قال : أول من أظهر الإيمان أبو بكر مع شذوذه مردود بمعارضته لهذه الشهرة التي قربت من الإجماع بل كادت تكون إجماعا ، ولذا ادعى بعض العامة عليه الإجماع ، على أن أبا جعفر الإسكافي قال في كتاب نقض العثمانية : إن جمهور المحدثين لم يذكروا أن أبا بكرا أسلم إلا بعد عدة من الرجال منهم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وجعفر أخوه وزيد بن حارثة وأبو ذر الغفاري وعمرو بن عنبسة السلمي وخالد بن سعيد بن العاص وخباب بن الأرت انتهى [2] وقال ابن أبي الحديد أن المخالف في سبق إيمان علي ( عليه السلام ) شاذ لا يعتد به [3] انتهى ولأجل اشتهار الأمر لم نحتج فيه إلى ذكر ما رواه الخصوم جميعه بل اكتفينا بيسير منه وإذا كان علي ( عليه السلام ) أسبق في الإيمان كان أفضل لقوله تعالى : [ والسابقون السابقون أولئك المقربون ] [4] والمقرب أكثر ثوابا البتة . وأما إنه أشجع الصحابة وأكثرهم جهادا : فأمر معلوم لا يشك فيه ذو فهم وفطنة ، بل كونه أشجع البشر أمر أوضح من ضوء النهار كما يشهد به مواقفه المشهورة ، ومشاهدة المأثورة في حروب النبي ( صلى الله عليه وآله
[1] أيضا . [2] نقض العثمانية كما في شرح نهج البلاغة 13 / 224 . [3] شرح نهج البلاغة 4 / 125 . [4] الواقعة 11 .
288
نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 288