نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 278
قلت : وهذا الخبر الذي رواه العقيلي تدل القصة على أنه متواتر بين الناس لا سبيل لأحد إلى إنكاره فلهذا لم ينكره من القوم منكر ، ولا قال منهم قائل ، بل كلهم سلموا لراويه مع أنه جل من في ذلك المجلس مبغضون لأمير المؤمنين ، ولا مانع لهم من الطعن في الخبر لو لم يكن معلوما من تقية أو خوف لا سيما عمر بن عبد العزيز فإنه السلطان القاهر إذ ذاك ، وقد أقر بأنه روى الحديث ووعاه ، فلا شك إذن في صدق الحديث ومعلوميته وما مضى من أحاديث السيادة والاختيار والمحبة ومماثلة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وما يأتي من الأخبار مثل تشبيهه بالأنبياء وغير ذلك كلها تعضد هذه الأخبار المصرحة بأنه خير الخلق وأفضل الأمة في دلالتها ، ثم إن نصها على أفضلية علي ( عليه السلام ) على الأمة ، بل على الخلق كافة بمعنى كثرة الثواب وإطلاقها يدل على أفضليته بمعنى الأجمع للخصال المحمودة لشمول الخيرية والأفضلية لذلك ، مع أن هذا المعنى لا ينازع فيه عاقل وسنوضحه إن شاء الله . وروى ابن أبي الحديد أن قيس بن سعد بن عبادة لما أتى مصر عاملا لعلي ( عليه السلام ) قام خطيبا على المنبر وقال بعد الحمد لله والثناء عليه وما أراد أن يذكره : أيها الناس إنا بايعنا خير من نعلم بعد نبينا يعني عليا ( عليه السلام ) فقوموا فبايعوا على كتاب الله فإن نحن لم نعمل فيكم بكتاب الله فليس لنا عليكم طاعة [1] . وقال المعتزلي أيضا : وروى أبان بن أبي عياش قال : سألت الحسن البصري عن علي ( عليه السلام ) فقال : ما أقول فيه كانت له السابقة والفضل والعلم والحكمة والفقه والرأي والصحبة والنجدة والبلاء والزهد والقضاء والقرابة ، أن عليا كان في أمره عليا ، رحم الله عليا وصلى عليه ،