نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 266
المجلى وعلي المصلى ، فصلوات الله عليهما وآلهما . واعلم أن الحديثين خصوصا الأول كما يدلان بنصهما على إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) كذلك يدلان على أنه أفضل من جميع الأنبياء ، وذلك لأن سبق الاختيار من الله لأحد دليل على شدة اعتناء الله تعالى بشأنه قطعا وشدة الاعتناء من الله يوجب الأفضلية للمعتنى بشأنه على غيره ، ولما كان المخصوص بسبق الاختيار هو النبي المختار كان أفضل المخلوقين ، ولما كان المثنى به في الاختيار هو حيدر الكرار كان أفضل البرية بعد النبي الأمين ، وهذا بحمد الله ظاهر المنار ، ليس عليه غباوة ولا غبار ، وهو تصديق ما ورد في هذا المعنى من طرقنا من الأحاديث والأخبار ، وبه يبطل ما أبطله عز الدين ابن أبي الحديد من القول بأفضلية علي ( عليه السلام ) على الأنبياء ، واندفع بذلك تشنيعه على بعض أصحابنا في هذا القول بسبق الإجماع من أصحابنا على خلافه ، فإنه لا إجماع على خلاف هذا القول من أصحابنا إن لم يكن إجماعهم عليه ، والأخبار أدلة وشواهد على أن ابن أبي الحديد قال بعد روايته جملة أحاديث هذا منها : إن من قيل فيه ما قيل لو رقى إلى السماء ، وعرج في الهوى ، وفخر على الملائكة والأنبياء تعظما وتبجحا لم يكن ملوما ، بل كان بذلك جدير انتهى ، وهو صريح فيما كان ينفيه ويشنع على قائليه من تفضيل علي ( عليه السلام ) على الأنبياء والملائكة ، فكان القوم سكارى عن النظر في تناقض أقوالهم ، وواعجباه من فاضل محقق يروي مثل هذه الأحاديث وأضعافها محتجا بها على مذاهبه ومصححا لها في مئاربه ثم يقول لا نص على علي ( عليه السلام بالإمامة ، فكأنه لا يفهم معاني هذه الأخبار ، ولا يدرك حقائق هذه الآثار ، قد أغشت الشبهة قلبه وأعمى التقليد للأسلاف عين بصيرته ، فلم يهتد للصواب .
266
نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 266