نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 265
حلما ، وأكثرهم علما أما تعلمين أن الله اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها بعلك ) [1] أقول هذا الحديث نص واضح في إمامة علي ( عليه السلام ) بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأن الله اختاره بعده فدخل في قوله تعالى : [ ولقد اخترناهم على علم على العالمين ] [2] ولا يختار الله أحدا من الناس ، فيقال اختاره الله إلا نبيا أو خليفة نبي ولما كان نبينا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خاتم الأنبياء وجب أن يكون اختار الله عليا لخلافته ، إذ لا معنى لاختيار الله رجلا إلا نصبه نبيا أو إماما ، وهذا ظاهر لا يحتاج إلى بيان . ومثله ما رواه ابن أبي الحديد عن محمد بن إسماعيل بن عمرو البجلي قال : أخبرنا عمر بن موسى الوجيهي ، عن المنهال بن عمرو ، عن عبد الله بن الحارث ، قال : قال علي ( عليه السلام ) على المنبر ( ما أحد جرت عليه المواسي إلا وقد أنزل الله فيه قرآنا ) فقام إليه رجل من مبغضيه فقال فما أنزل الله تعالى فيك ؟ فقام الناس إليه يضربونه ، فقال ( دعوه تقرأ سورة هود ) ؟ قال : نعم ، قال فقرأ ( عليه السلام ) : [ فمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ] [3] ثم قال : ( الذي كان على بينة من ربه محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والشاهد الذي يتلوه أنا ) [4] فدل الحديث بصراحته على أن عليا هو التالي للنبي ( صلى الله عليه وآله ) في اختيار الله له فهو الإمام بعده بلا اشتباه ، فما هما إلا سابق ولاحق ، ومجل ومصل [5] ، فالنبي السابق وعلي اللاحق والنبي ( صلى الله عليه وآله )
[1] شرح نهج البلاغة 9 / 174 . [2] الدخان : 32 . [3] هود : 17 . [4] شرح نهج البلاغة 2 / 287 . [5] المصدر السابق 9 / 175 . والمجلي : السابق والمصلي : تالي السابق ، يقال : صلى الفرس إذا جاء مصليا يتلو السابق لأن رأسه عند صلاة أي مغرز ذنية .
265
نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 265