نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 690
إلا أنه ليس أولياء الشيطان من أهل الطمع والمكر والجفاء بأولي بالجد في غيهم وضلالهم من أهل البر والزهادة والإخبات في حقهم وطاعة ربهم ، والله لو لقيتهم فردا وهم ملأ الأرض ما باليت ، ولا استوحشت ، وإني من ضلالتهم التي هم فيها والهدى الذي نحن فيه لعلى ثقة وبينة ويقين وبصيرة وإني إلى لقاء ربي لمشتاق ، ولحسن ثوابه لمنتظر ، ولكن أسفا يعتريني وحزنا أن يلي أمر هذه الأمة سفهاؤها وفجارها فيتخذوا مال الله دولا وعبادة خولا ، والفاسقين حزبا ، وأيم الله لولا ذلك لما أكثرت تأنيبكم [1] ، وتحريضكم ولتركتكم إذ ونيتم [2] حتى ألقاهم بنفسي متى حم إلى لقائهم ، فوالله إني لعلى الحق ، وإني للشهادة لمحب ، فانفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ) [3] ولا تثاقلوا إلى الأرض فتقروا [4] بالخسف [5] وتبوروا بالذل ، ويكن نصيبكم الأخسر أن أخا الحرب اليقظان ، ومن ضعف اودي ، ومن ترك الجهاد كان كالمغبون المهين . اللهم اجمعنا وإياهم على الهدى وزهدنا وإياهم في الدنيا ، واجعل الآخرة خيرا لنا ولهم من الأولى . انتهت الخطبة الجليلة وأولها المشتمل على ذكر الثلاثة مصرح بنصب الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) أمير المؤمنين إماما وخليفة ، وأن الخلافة
[1] التأنيب : أشد اللوم . [2] ونيتم : فترتم . [3] التوبة : 41 . والفاء من كلام الإمام متصلة بالآية الكريمة . [4] تثاقلوا بالتشديد أصله تثاقلوا . [5] تقروا بالخسف : تعترفوا بالضيم وتبوروا : تهلكوا وفي رواية نهج البلاغة " تبوئوا " أي ترجعون به .
690
نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 690