نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 461
وإقامة الحدود بمقتضى مرادهم ، وجباية الأموال وإيثار من ميله إليهم يقوى أمره ويشدده بها ، والقلوب على ما انطوت عليه من أراده الدنيا ، وطلب العاجلة ، وعدم الالتفات إلى العقبى وثواب الآجلة ، فانتشر صيت الإسلام وكثر الداخلون فيه ، ورغبوا في التدين به ، وضرب بجبرانه وشدت قواعد أركانه ، ولولا ذلك كله لأعفوا رسومه وطمسوا معالمه ، وكان ذلك لإنجاز ما وعد الله رسوله أن يظهر دينه ويفلج حجته وتصديق ما قاله النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كما رواه الخصم وغيره ( إن الله يؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم في الآخرة ) أو قال : ( عند الله يوم القيامة ) وفي رواية ( بالرجل الفاجر ) [1] ومع ذلك فقد غيروا من أحكام الشريعة ما قدروا على تغييره وفعلوا ما أوجبه اختلاف الأمة إلى آخر الدهر وهو إزاحتهم وصي الرسول عن مقعده وبالله المستعان . فإن قال قائل : فلم لم يضرب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أعناقهم لما ردوا عليه حكمه وقوله لأن رد قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كفر ، وإذا لم يكن ذلك صادر ألزم إما أنهم لم يخالفوه أو أن مخالفته بالرأي جائزة إذ لا مانع له في سلطانه من قتل من خالفه . قلنا : هذه الشبهة هي التي جرأت القوم على خلاف النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في حياته ، وجسرتهم على رد نصوصه ، حتى أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمر في حجة الوداع من لم يسق هديا بالإحلال وأن يجعلها عمرة يتمتع بها إلى الحج وحث على ذلك غاية الحث وقال : ( لو استقبلت من أمري ما استبدرت ما سقت هديا ) فعصاه كثير منهم ولم يحلوا وقالوا
[1] يعني بالخصم ابن أبي الحديد وقد روى هذه الرواية في شرح نهج البلاغة 2 / 309 هكذا : ( إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ) وهي مروية في صحيح البخاري 5 / 75 .
461
نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 461