نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 460
قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا ] [1] الآية وقوله تعالى : [ يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هديكم للإيمان إن كنتم صادقين ] [2] فقد روى صحيحا أنها نزلت في رجل من الصحابة لأمر جرى بينه وبين عمار بن ياسر في بناء مسجد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهي قصة معروفة [3] إلى غير واحدة من الآيات الواضحات في هذا المعنى ، وهذا ينادي بأنهم لولا ما رأوا في الإسلام من العزة والسلطان وانقياد الناس لهم واتساق الأمور لرفضوه ، واتبعوا دين آبائهم وطريقة أسلافهم ، لكنهم رأوا في إظهار هذه الدعوة والتمسك بهذه الملة عظيم الملك والمنعة وشديد القوة والغلبة ، ومسارعة الناس لهم بالطاعة ، وإنفاذ الأوامر والنواهي ، وانضم إلى ذلك انفتاح ممالك القياصرة والأكاسرة والفراعنة والأتراك وغيرهم عليهم وتملكهم تلك الممالك العظام ، فنالوا بذلك من الرفعة والرئاسة ما لم ينله ملك قاهر ، ولم يدركه سلطان ظاهر ، وعلموا أن في رفضهم هذا الدين ورجوعهم إلى دين آبائهم الماضين زوال هذه الرئاسة الجليلة ، وفوات هذه المنزلة النبيلة ، وصيرورتهم أذلاء أذنابا تابعين غير متبوعين ، كما كانوا عليه في زمان الجاهلية ، فلذا داموا على إظهار الدعوة وتمسكوا ظاهرا بعرى الملة ، وواظبوا على الإتيان من وظائف الإسلام بما يزيد الناس فيهم وثوقا ولا يخالف لهم مما أرادوه غرضا كالصلاة والصيام والحج وترك المستلذات من المأكل والمشارب والملابس كما قيل : لئن صبرت عن لذة العيش أنفس * فما صبرت عن لذة النهي والأمر وحثوا منها على ما يشدد لهم الأبهة ويقرر لهم قاعدة الإمارة كالجهاد
[1] النور 63 . [2] الحجرات : 17 . [3] انظر سفينة البحار 2 / 275 مادة ( ع م ر ) .
460
نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 460