فإنا لله وإنا إليه راجعون . قال في ( مختصر الروضة ) : الصحيح أن من كان من أهل الشهادتين ، فإنه لا يكفر ببدعة على الإطلاق ، ما استند فيها إلى تأويل يلتبس به الأمر على مثله ، وهو الذي رجحه شيخنا أبو العباس ابن تيمية ، إنتهى . أتظن دعاء الغائب كفرا بالضرورة ، ولم يعرفه أئمة الإسلام ؟ أتظن أن على تقدير أن قولكم صواب ، تقوم الحجة على الناس بكلامكم ؟ ونحن نذكر كلام الشيخ تقي الدين الذي استدللتم بعبارته على تكفير المسلمين بالدعاء والنذر ، وإلا ففي ما تقدم كفاية ، ولكن زيادته فائدة . قال الشيخ رحمه الله تعالى في ( اقتضاء الصراط المستقيم ) [1] : من قصد بقعة يرجو الخير بقصدها ، ولم تستحبه الشريعة ، فهو من المنكرات ، وبعضه أشد من بعض ، سواء كان شجرة ، أو عينا ، أو قناة ، أو جبلا ، أو مغارة ، وأقبح أن ينذر لتلك البقعة ، ويقال : إنها تقبل النذر - كما يقوله بعض الضالين - فإن هذا النذر نذر معصية باتفاق العلماء ، لا يجوز الوفاء به . ثم ذكر رحمه الله تعالى [2] - في مواضع كثيرة - موجود في أكثر البلاد في الحجاز منها مواضع كثيرة . وقال في مواضع أخر من الكتاب المذكور [3] : والسائلون قد يدعون دعاء محرما يحصل منه ذلك الغرض ، ويحصل لهم ضرر أعظم منه . ثم ذكر أنه تكون له حسنات تربو على ذلك ، فيعفو الله بها عنه .
[1] اقتضاء الصراط المستقيم : ص 314 - 315 . [2] المصدر السابق : 318 . [3] المصدر السابق : 349 .