responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 313


أعداء الله الذين كان مال الله بأيديهم ظلماً وعدوانا فإنه خلق المال ليستعان به على طاعته وهو بأيدي الكفار والفجار ظلماً وعدواناً فإذا رجع إلى أوليائه وأهل طاعته فاء إليهم ما خلق لهم ولكن لم يكن غنى رسول الله صلى الله عليه وسلم وملكه من جنس غني بني الدنيا وأملاكهم فان غناهم بالشيء وغناه صلى الله عليه وسلم عن الشيء وهو الغني العالي وملكهم ملك يتصرفون فيه بحسب إرادتهم وهو صلى الله عليه وسلم انما يتصرف في ملكه تصرف العبد الذي لا يتصرف إلا بأمر سيده .
وقد اختلف الفقهاء في الفئ هل كان ملكاً للنبي صلى الله عليه وسلم على قولين هما روايتان عن أحمد : التحقيق أن ملكه له كان نوعاً آخر من الملك وهو ملك يتصرف فيه بالأمر كما قال صلى الله عليه وسلم : ( والله لا أعطي أحداً ولا أمنع أحداً انما أنا قاسم أضع حيث أمرت ) ذلك من كمال مرتبة عبوديته ولأجل ذلك لم يورث فإنه عبد محض من كل وجه لربه عز وجل والعبد لا مال له فيورث عنه .
فجمع الله سبحانه له بين أعلى أنواع الغنى وأشرف أنواع الفقر فكمل له مراتب الكمال فليست إحدى الطائفتين بأحق به من الأخرى .
فكان صلى الله عليه وسلم في فقره أصبر خلق الله وأشكرهم وكذلك في غناه والله تعالى جعله قدوة للأغنياء والفقراء وأي غنى أعظم من غنى من عرضت عليه مفاتيح كنوز الأرض وعرض عليه أن يجعل له الصفا ذهبا وخير بين أن يكون ملكاً نبياً وبين أن يكون عبداً نبياً فاختار أن يكون عبداً نبياً ومع هذا فجبيت إليه أموال جزيرة العرب واليمن فأنفقها كلها ولم يستأثر منها بشيء بل تحمل عيال المسلمين ودينهم فقال : ( من ترك مالاً فلورثته ومن ترك كلا فإلى وعلى ) .

313

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست