responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 312


كان الجهاد بالمال أنكى وبأي شيء فضل عثمان على علي وعلى أكثر جهاداً بنفسه وأسبق اسلاماً من عثمان وهذا الزبير وعبد الرحمن بن عوف أفضل من جمهور الصحابة مع الغني الوافر وتأثيرهما في الدين أعظم من تأثير أهل الصفة .
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إضاعته وأخبر أن ترك الرجل ورثته أغنياء خير له من تركهم فقراء وأخبر أن صاحب المال لن ينفق نفقة يبتغي بها وجه الله إلا ازداد بها درجة ورفعة وقد استعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفقر وقرنه بالكفر فقال : ( اللهم اني أعوذ بك من الكفر والفقر ) فان الخير نوعان : خير الآخرة والكفر مضاده وخير الدنيا والفقر مضاده فالفقر سبب عذاب الدنيا والكفر سبب عذاب الآخرة والله سبحانه جعل اعطاء الزكاة وظيفة الأغنياء وأخذها وظيفة الفقراء وفرق بين اليدين شرعاً وقدراً وجعل يد المعطي أعلى من الآخذ وجعل الزكاة أوساخ المال ولذلك حرمها على أطيب خلقه وعلى آله صيانة لهم وتشريفاً ورفعاً لأقدارهم .
ونحن لا ننكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فقيراً ثم أغناه الله والله فتح عليه وخوله ووسع عليه وكان يدخر لأهله قوت سنة ويعطي العطايا التي لم يعطها أحد غيره وكان يعطي عطاء من لا يخاف الفقر ومات عن فدك والنضير وأموال خصه الله بها وقال تعالى : ( ما أفاء الله على رسولِهِ مِن أهلِ القُرى فَلِلَّهِ ولِلرَسول ) فنزهه ربه سبحانه عن الفقر الذي يسوغ أخذ الصدقة وعوضه عما نزهه بأشرف المال وأحله وأفضله وهو ما أخذه بظل رمحه وقائم سيفه من

312

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 312
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست