نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 311
نفسك قبل أن أخرج قال : فصرخ أهله وبكوا ثم قال : افتحوا الصناديق وافتحوا أوعية المال ففتحوا جميعاً فأقبل على المال يلعنه ويسبه يقول : لعنت من مال أنت الذي أنسيتني ربي وشغلتني عن العمل لآخرتي حتى بلغني أجلي فتكلم المال فقال : لا تسبني ألم تكن وضيعاً في أعين الناس فرفعتك ألم ير عليك من أثرى وكنت تحضر سدد الملوك والسادة فتدخل ويحضر عباد الله الصالحون فلا يدخلون ألم تكن تخطب بنات الملوك والسادة فتنكح ويخطب عباد الله الصالحون فلا ينكحون ألم تكن تنفقني في سبيل الخبث فلا أتعاصى ولو أنفقتني في سبيل الله لم أتعاص عليك وأنت ألوم مني انما خلقت أيضاً وأنتم يا بني آدم من تراب فمنطلق ببر ومنطلق بإثم فهكذا يقول المال فاحذروا . وفي أثر يقول الله تبارك وتعالى : أموالنا رجعت إلينا سعد بها من سعد وشقى بها من شقى . قالوا : ومن فوائد المال أنه قوام العبادات والطاعات وبه قام سوق بر الحج والجهاد وبه حصل الانفاق الواجب والمستحب وبه حصلت قربات العتق والوقف وبناء المساجد والقناطر وغيرها وبه يتوصل إلى النكاح الذي هو أفضل من التخلي لنوافذ العباد وعليه قام سوق المروءة وبه ظهرت صفة الجود والسخاء وبه وقيت الأعراض وبه اكتسبت الاخوان والأصدقاء وبه توصل الإبراء إلى الدرجات العلى ومرافقة الذين أنعم الله عليهم فهو مرقاة يصعد بها إلى أعلى غرف الجنة ويهبط منها إلى أسفل سافلين وهو مقيم مجد الماجد كما أن بعض السلف يقول : لا جد إلا بفعال ولا فعال إلا بمال وكان بعضهم يقول : اللهم اني من عبادك الذين لا يصلحهم إلا الغني . وهو من أسباب رضى الله عن العبد كما كان من أسباب سخطه عليه وهؤلاء الثلاثة الذين ابتلاهم الله به : الأبرص والأقرع والأعمى نال به الأعمى رضي ربه ونالا به سخطه . والجهاد ذروة سنام العمل وتارة يكون بالنفس وتارة يكون بالمال وربما
311
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 311