نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 310
وقال سعيد بن المسيب : لا خير فيمن لا يريد جمع المال من حله يكف به وجهه عن الناس ويصل به رحمه ويعطى حقه وقال أبو إسحاق السبيعي : كانوا يرون السعة عوناً على الدين وقال محمد بن المنكدر : نعم العون على التقى الغني وقال سفيان الثوري : المال في زماننا هذا سلاح المؤمن وقال يوسف بن أسباط : ما كان المال في زمان منذ خلقت الدنيا أنفع منه في هذا الزمان الخير كالخيل لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر . قالوا : وقد جعل الله سبحانه المال سبباً لحفظ البدن وحفظه سبب لحفظ النفس التي هي محل معرفة الله والايمان به وتصديق رسله ومحبته والإنابة إليه فهو سبب عمارة الدنيا والآخرة وانما يذم منه ما استخرج من غير وجهه وصرف في غير حقه واستعبد صاحبه وملك قلبه وشغله عن الله والدار الآخرة فيذم منه ما يتوسل به صاحبه إلى المقاصد الفاسدة أو شغله قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم ) فذم عبدهما دونهما . قال الإمام أحمد : حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان عن يزيد بن ميسرة قال : كان رجل ممن مضى جمع مالاً فأوعى ثم أقبل على نفسه وهوى إلى أهله فقال : أنعم سنين فأتاه ملك الموت فقرع الباب في صورة مسكين فخرجوا إليه قال : ادعوا لي صاحب الدار فقالوا : يخرج سيدنا إلى مثلك ! ثم مكث قليلاً ثم عاد فقرع الدار وصنع مثل ذلك وقال : أخبروه أني ملك الموت فلما سمع سيدهم قعد فزعا وقال : لينوا له الكلام قالوا : ما تريد غير سيدنا بارك الله فيك قال : لا فدخل عليه فقال : قم فأوص ما كنت موصياً فاني قابض
310
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 310