نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 304
وإذا كان الله سبحانه قد غفر لمن سقى كلباً على شدة ظمئه فكيف بمن سقى العطاش وأشبع الجياع وكسى العراة من المسلمين وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا النار ولو بشق تمرة فان لم تجدوا فبكلمة طيبة ) فجعل الكلم الطيب عوضا عن الصدقة لمن لا يقدر عليها . قالوا : وأين لذة الصدقة والاحسان وتفريحهما القلب وتقويتهما إياه وما يلقى الله سبحانه للمتصدقين من المحبة والتعظيم في قلوب عباده والدعاء لهم والثناء عليهم وادخال المسرات عليهم من أجر الصبر على الفقر نعم ان له لأجرا عظيما لكن الأجر درجات عند الله . قالوا : وأيضاً فالصدقة والاحسان والاعطاء وصف الرب تعالى وأحب عباده إليه من اتصف بذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الخلق عيال الله فأحب الخلق إليه أنفعهم لعياله ) . قالوا : وقد ذكر الله سبحانه أصناف السعداء فبدأ بالمتصدقين أولهم فقال تعالى : ( إِن المُصَدِقينَ والمُصدِقاتِ وأَقرِضوا اللَهَ قَرضاً حَسَناً يُضاعِفُ لَهُم ولَهُم أَجرٌ كَريم والَذينَ آمَنوا بِاللَهِ ورُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِديقون والشُهَداءِ عِندَ رَبِهِم لَهُم أَجرُهُم ونُورِهِم ) فهؤلاء أصناف السعداء ومقدموهم المصدقين والمصدقات . قالوا : وفي الصدقة فوائد ومنافع لا يحصيها إلا الله فمنها أنها تقي مصارع السوء وتدفع البلاء قال إبراهيم النخعي : وكانوا يرون أن الصدقة تدفع عن الرجل الظلوم وتطفئ الخطيئة
304
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 304