responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 305


وتحفظ المال وتجلب الرزق وتفرح القلب وتوجب الثقة بالله وحسن الظن به كما أن البخل سوء ظن بالله وترغم الشيطان - يعني الصدقة - وتزكي النفس وتنميها وتحبب العبد إلى الله والى خلقه وتستر عليه كل عيب كما أن البخل يغطي عليه كل حسنة وتزيد في العمر وتستجلب أدعية الناس ومحبتهم وتدفع عن صاحبها عذاب القبر ونكون عليه ظلاً يوم القيامة وتشفع له عند الله وتهون عليه شدائد الدنيا والآخرة وتدعوه إلى سائر أعمال البر فلا تستعصي عليه وفوائدها ومنافعها أضعاف ذلك .
قالوا : ولو لم يكن في النفع والاحسان إلا أنه صفة الله وهو سبحانه يحب من اتصف بموجب صفاته وآثارها فيحب العليم والجواد والحي والستير والمؤمن القوي أحب إليه من المؤمن الضعيف ويحب العدل والعفو والرحيم والشكور والبر والكريم فصفته الغناء والجود ويحب الغنى الجواد .
قالوا : ويكفي في فضل النفع المتعدي بالمال أن الجزاء عليه من جنس العمل فمن كسى مؤمناً كساه الله من حلل الجنة ومن أشبع جائعاً أشبعه الله من ثمار الجنة ومن سقى ظمآناً سقاه الله من شراب الجنة ومن أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منه عضواً من النار حتى فرجه بفرجه ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه .
قالوا : ونحن لا ننكر فضيلة الصبر على الفقر ولكن أين تقع من هذه الفضائل وقد جعل الله لكل شيء قدرا .
قالوا : وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر ومعلوم أنه إذا تعدى شكره إلى الاحسان إلى الغير ازداد درجة أخرى فان الشكر يتضاعف إلى مالا نهاية له بخلاف الصبر فان له حدا يقف عليه وهذا دليل

305

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست