نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 302
وإذا تأملتم القرآن وجدتم الثناء فيه على المنفقين أضعاف الثناء على الفقراء الصابرين وقد شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن : اليد العليا خير من اليد السفلى وفسر اليد العليا : بالمعطية والسفلى : بالسائلة وقد عدد الله سبحانه على رسوله صلى الله عليه وسلم من نعمه أن أغناه بعد فقره وكان غناه هو الحالة التي نقله إليها وفقره الحالة التي نقله منها وهو سبحانه كان ينقله من الشيء إلى ما هو خير منه وقد قيل في قوله تعالى : ( وللآخِرَةُ خيرٌ لَكَ مِنَ الأولى ) أن المراد به الحالتان أي كل حالة خير لك مما قبلها ولهذا أعقبه بقوله : ( ولَسوفَ يُعطيكَ رَبُكَ فَتَرضى ) فهذا يدخل فيه عطاؤه في الدنيا والآخرة . قالوا : والغنى مع الشكر زيادة فضل ورحمة ( واللَهُ يَختَصُ بِرَحمَتِهِ مَن يَشاء واللَهُ ذو الفَضلِ العَظيم ) . قالوا : والأغنياء الشاكرون سبب لطاعة الفقراء الصابرين لتقويتهم إياهم بالصدقة عليهم والاحسان إليهم وإعانتهم على طاعتهم فلهم نصيب وافر من أجور الفقراء زيادة إلى نصيبهم من أجر الانفاق وطاعاتهم التي تخصهم كما في صحيح ابن خزيمة من رواية سلمان الفارسي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر شهر رمضان فقال : ( من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء ) فقد حاز الغنى الشاكر أجر صيامه ومثل أجر الفقير الذي فطره . قالوا : ولو لم يكن للغني الشاكر إلا فضل الصدقة التي لما تفاخرت الأعمال كان الفخر لها عليهن كما ذكر النضر بن شميل عن قرة عن سعيد ابن
302
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 302