نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 300
الباب الرابع والعشرون في ذكر ما احتجت به الأغنياء من الكتاب والسنة والآثار والاعتبار قالت الأغنياء : لقد أجلبتم علينا أيها الفقراء بخيل الأدلة ورجلها ونحن نعلم أن عندكم مثلها وأكثر من مثلها ولكن توسطتم بين التطويل والاختصار وظننتم أنها حكمت لكم بالفضل دون ذوي اليسار ونحن نحاكمكم إلى ما حاكمتمونا إليه ونعرض بضاعتنا على من عرضتم بضاعتكم عليه ونضع أدلتنا وأدلتكم في ميزان الشرع والعقل الذي لا يعزل فحينئذ يتبين لنا ولكم الفاضل من المفضول ولكن أخرجوا من بيننا من تشبه بالفقراء الصادقين الصابرين ولبس لباسهم على قلب أحرص الناس على الدنيا وأشحهم عليها وأبعدهم من الفقر والصبر من كل مظهر للفقر مبطن للحرص غافل عن ربه متبع لهواه مفرط في أمر معاده قد جعل زي الفقر صناعة وتحلى بما هو أبعد الناس منه بضاعة أو فقير حاجة فقره اضطرار لا اختيارا فزهده زهد افلاس لا زهد رغبة في الله والدار الآخرة أو فقير يشكو ربه بلسان قاله وحاله غير راض عن ربه في فقره بل إن أعطي رضي وإن منع سخط شديد اللهف على الدنيا والحسرة عليها وهو أفقر الناس فيها فهو أرغب شيء فيها وهي أزهد شيء فيه وأخرجوا من بيننا ذي الثروة الجموع الممنوع المتكاثر بماله المستأثر به الذي قد عض عليه بناجذه وثني عليه خاصره يفرح بزيادته ويأسى على نقصانه فقلبه به مشغوف وهو على تحصيله ملهوف ان عرض سوق الانفاق والبذل أعطى قليلاً وأكدى وان دعى إلى الايثار أمعن في الهرب جداً وأخلصونا واخواننا من سباق الطائفتين
300
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 300