نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 362
متحيز ؟ ولا يمكن قول سادس ، وإنما الكلام في تعيين واحد من الخمسة . ومن الناس من توقف فيها ، وهو أسلم ، وحمل على ذلك قوله تعالى : * ( قل الروح من أمر ربي ) * وأنه لم يأمره أن يبينها لهم . ومنهم من قال : إنها جسم ، وهؤلاء تنوعوا أنواعا ، أمثلها قول من قال : إنها أجسام لطيفة مشتبكة بالأجسام الكثيفة ، أجرى الله العادة بالحياة مع بقائها ، وهو مذهب جمهور أهل السنة ، وإلى ذلك يشير قول الأشعري ، والباقلاني ، وإمام الحرمين ، وغيرهم ، ويوافقهم قول كثير من قدماء الفلاسفة . ومنهم من قال : إنها عرض خاص ، ولم يعينه ، قاله جماعة من المتكلمين ، ونصره الهراسي من أصحابنا . ومنهم من عينه ، وتنوعوا في ذلك أنواعا . ومنهم من قال : إنها جوهر فرد متحيز ، نقل ذلك سيف الدين الآمدي عن الغزالي ومعمر وغيرهما من الإسلاميين القائلين : بأنها بسيطة . والقائلون بهذه الأقوال الثلاثة يقولون : إن قوله تعالى : * ( قل الروح من أمر ربي ) * جواب ، فإن أمر الرب هو الشرع والكتاب الذي جاء به ، فمن دخل في الشرع وتفقه في الكتاب والسنة ، عرف الروح ، فكان معنى الكلام : ادخلوا في الدين تعرفوا ما سألتم عنه . على أنه قد قيل : إنهم لم يسألوا عن الروح الإنساني ، بل عن ملك من الملائكة ، والأقوال في ذلك مذكورة في التفسير . وقيل : ليس سؤالا عن حقيقتها ، بل عن حدوثها ، وأجابهم بما يدل على حدوثها ، وأنها من فعل الله تعالى . وكل من قال : بأنها جسم ، يجوز اتصافها بالحياة ، وأما القول : بأنها عرض ، فبعيد .
362
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 362