نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 361
باتفاق المسلمين ، حتى أن عائشة رضي الله تعالى عنها لما أنكرت سماع أهل القليب ، وافقت على العلم وقالت : إنما قال : ( إنهم الآن ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق ) . بل غير المسلمين من الفلاسفة وغيرهم ممن يقول ببقاء النفوس ، يقولون بالعلم بعد الموت ، ولم يخالف في بقاء النفوس إلا من لا يعتد به . وليس مرادنا أنها واجبة البقاء ، كما قال به بعض أهل الزيغ والإلحاد ، ولا أنها تبقى دائما وإن كانت ممكنة ، فإنه قد يفنيها الله تعالى عند فناء العالم ، ثم يعيدها ، إنما المراد أنها تبقى بعد موت البدن ، ثم بعد ذلك إن فنيت أعيدت مع البدن يوم القيامة ، وإن لم تفن أعيد البدن ورجعت . وما دامت باقية تدرك المعقولات بلا إشكال . وأما إدراكها للمحسوسات كالسمع وغيره ، ففي حال تعلقها بالبدن اختلف المتكلمون هل هي المدركة فقط - والحواس بمنزلة الطاقات - أو الحواس تدرك ، ثم تنقل إليها ؟ كالحجاب يسمعون ، ثم ينقلون إلى الملك ؟ وعلى كل من القولين ، هي مدركة للمسموع ، ولم يقم دليل على أن اتصالها بالبدن شرط في هذا الادراك ، بل الظاهر أنه ليس بشرط ، كما أنه ليس بشرط في العلم بالمعقولات ، ونحن يكفينا بيان إمكان ذلك عقلا ، فإذا ورد به سمع اتبع . ولسنا في مقام إثباته بمجرد العقل ، بل في مقام عدم استحالته ، وأنه ليس الأمر على ما توهمه السائل . وما ذكره من مشروطية السمع بالحياة صحيح ، والحياة تتصف الروح بها ، وبيان ذلك يحوج إلى الكلام في حقيقة النفس . وقد أكثر الناس الكلام فيها والتصانيف ، وتباينت فيها أقوال الناس ، هل هي جسم ، أو عرض ، أو مجموعهما ، أو جوهر فرد متحيز ، أو جوهر مجرد غير
361
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 361