نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 350
الله بهما ، والحياة الأولى في الدنيا لم يعرفوا الله بها . وقال القرطبي : إن الإيمان به مذهب أهل السنة ، والذي عليه الجماعة من أهل الملة ، ولم يفهم الصحابة الذين نزل القرآن بلسانهم ولغتهم من نبيهم عليه السلام غير ذلك ، وكذلك التابعون بعدهم ، وذهب بعض المعتزلة إلى موافقة أهل السنة على ذلك . وذهب صالح قبة والصالحي وابن جرير ، إلى أن الثواب والعقاب ينال الميت من غير حياة ، وهذا مكابرة للعقول . وذهبت طائفة إلى أن الميت يألم كما يألم السكران ، فإذا حشر وجد ذلك الألم ، كما يجد السكران الألم إذا عاد العقل إليه ، وهذا المذهب تخليط لا حاصل له . وذهب ضرار بن عمرو وبشر المريسي ويحيى بن كامل وغيرهم من المعتزلة ، إلى أن [ من ] مات فهو ميت في قبره إلى يوم البعث . ومنهم من اعترف بعذاب القبر ، وأنه يكون بين النفختين . وكلا الأمرين مخالف لما تظافرت به الأحاديث . وطعن بعض الملحدة : بأنا نرى المصلوب لا يظهر عليه شئ من ذلك ، ومن افترسه السبع وتفرقت أجزاؤه ، كيف يقال بذلك فيه ؟ ! وللأئمة رضي الله عنهم طرق في الأجوبة عن ذلك : منها : أنه لا يبعد أن تكون المسألة على أجزاء مخصوصة من الجسد ، كأجزاء القلب ونحوها ، فيرد الله الروح إليها ويسائلها . ومنها : أنه لا يبعد أن يرد الروح إلى المصلوب من حيث لا نشعر ، ونحن نحسبه ميتا ، كما نحسب صاحب السكتة ميتا ، وأما من تفرقت أجزاؤه فيرد الله الروح إلى كل جزء ، ويسائله الملكان . ومنها : أن الذين في القبور يجلسون ويسألون ، والذين بقوا على وجه الأرض من الموتى ، يحجب الله المكلفين عما يجري عليهم ، كما حجبهم عن رؤية الملائكة مع
350
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 350