نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 351
رؤية النبيين لهم صلوات الله عليهم . ومما تعلقوا به قوله تعالى : * ( إنك لا تسمع الموتى ) * . * ( وما أنت بمسمع من في القبور ) * . وإنكار عائشة رضي الله عنها سماع أهل القليب . فأما قوله تعالى : * ( إنك لا تسمع الموتى ) * فنحن نقول به ، وإنما نقول : يسمعون إذا ردت إليهم أرواحهم . وأما قوله : * ( وما أنت بمسمع من في القبور ) * فمعناه : إذا كانوا موتى . وأما عائشة رضي الله عنها فقد اعترفت بالعلم ، وقالت : إنما قال : ( إنهم الآن ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق ) ، وإذا جاز العلم جاز السماع ، لأنهما جميعا مشروطان بالحياة على الجملة . فهذه الأمور ممكنة في قدرة الله تعالى ، وقد وردت بها الأخبار الصحيحة ، فيجب التصديق بها ، ويقطع بأن الحياة تعود إلى الميت . وأما أنه هل يموت بعد ذلك موتة ثانية ؟ لم يرد في الأحاديث تصريح بذلك ، لكن في كلام بعضهم ما يقتضيه ، وحمل عليه قوله تعالى : * ( ربنا أمتنا اثنتين ) * على اختلاف المفسرين فيها . والقائلون بعذاب القبر يقولون باستمراره ، وهكذا تقتضي الأحاديث الصحيحة ، كما تقدم : ( هذا مقعدك حتى يبعثك الله ) وقوله تعالى : * ( يعرضون عليها غدوا وعشيا ) * . وقد صح في مسلم عن زيد بن ثابت قال : بينما النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه ، إذ حادت به ، فكادت تلقيه ، وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة ، فقال : ( ومن يعرف أصحاب هذه القبور ؟ ) . فقال رجل : أنا .
351
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 351