نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 333
تثبت لهم ؟ هذا يحتاج إلى توقيف . و ( الشهيد ) فعيل إما بمعنى الفاعل ، أو بمعنى المفعول ، وقد اختلف في سبب هذه التسمية : فنقل عن النضر بن شميل : أن الشهيد هو الحي ، لأن كل من كان حيا كان شاهدا ، أو مشاهدا للأحوال ، والشهيد حيي بعد أن صار مقتولا ، واستدل بالآية . فعلى مقتضى هذا القول ، كل من ورد الشرع بأنه شهيد ، ثبت له هذا الوصف ، وهو كونه حيا . وقيل على كونه فاعلا : إنه شهيد على الأمم الخالية يوم القيامة ، وإنه شاهد لطف الله ورحمته . وقيل على كونه بمعنى مفعولا : إن ملائكة الرحمة يحضرونه ، ويرفعون روحه إلى منازل القدس ، وكل هذه المعاني موجودة في حق النبي صلى الله عليه وآله وسلم . وقيل في سبب التسمية غير ما ذكرنا . واعلم : أنه لا بد من تفسير الحياة التي نثبتها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والحياة التي نثبتها للشهيد وحياة سائر الموتى أيضا : فأما النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعد صاحب ( التلخيص ) من الشافعية في خصائصه : أن ماله بعد موته قائم على نفقته وملكه . وقال إمام الحرمين رحمه الله : إن ما خلفه بقي على ما كان في حياته ، فكان ينفق أبو بكر رضي الله عنه منه على أهله وخدمه ، وكان يرى أنه باق على ملك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإن الأنبياء أحياء . وأعلم : أن هذا القول يقتضي إثبات الحياة في أحكام الدنيا ، وذلك زائد على حياة الشهيد .
333
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 333