نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 334
والقرآن العزيز ناطق بموته صلى الله عليه وآله وسلم قال تعالى : * ( إنك ميت وإنهم ميتون ) * . وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( إني مقبوض ) . وقال الصديق رضي الله عنه : فإن محمدا قد مات . وأجمع المسلمون على إطلاق ذلك . فالوجه إذا ثبت القول المذكور أن يقال : إن ذلك موت غير مستمر ، وإنه أحيي بعد الموت ، ويكون انتقال الملك ونحوه مشروطا بالموت المستمر ، وإلا فالحياة الثابتة حياة أخروية ، ولا شك أنها أعلى وأكمل من حياة الشهيد . وهي ثابتة للروح بلا إشكال . والجسد : قد ثبت أن أجساد الأنبياء لا تبلى . وعود الروح إلى البدن سنذكره في سائر الموتى ، فضلا عن الشهداء ، فضلا عن الأنبياء ، وإنما النظر في استمرارها في البدن ، وفي أن البدن يصير حيا بها ، كحالته في الدنيا ، أو حيا بدونها ، وهي حيث شاء الله تعالى ، فإن ملازمة الحياة للروح أمر عادي لا عقلي ، فهذا مما يجوزه العقل ، فإن صح به سمع اتبع ، وقد ذكرناه عن جماعة من العلماء ، وشهد له صلاة موسى عليه السلام في قبره ، فإن الصلاة تستدعي جسدا حيا ، وكذلك الصفات المذكورة في الأنبياء ليلة الإسراء ، كلها صفات الأجسام . ولا يلزم من كونها حياة حقيقية أن تكون الأبدان معها - كما كانت في الدنيا - من الاحتياج إلى الطعام ، والشراب ، والامتناع عن النفوذ في الحجاب الكثيف ، وغير ذلك من صفات الأجسام التي نشاهدها ، بل قد يكون لها حكم آخر ، فليس في العقل ما يمنع من إثبات الحياة الحقيقية لهم . وأما الإدراكات - كالعلم ، والسماع - فلا شك أن ذلك ثابت ، وسنذكر ثبوته لسائر الموتى ، فكيف بالأنبياء ! !
334
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 334