responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي    جلد : 1  صفحه : 268


وكان الصحابة والتابعون - لما كانت الحجرة النبوية منفصلة عن المسجد إلى زمان الوليد بن عبد الملك - لا يدخل أحد ( إلى عنده ) [1] لا لصلاة هنالك ، ولا لمسح بالقبر ، ولا دعاء هناك ، بل هذا جميعه إنما يفعلونه في المسجد .
وكان السلف من الصحابة والتابعين إذا سلموا عليه وأرادوا الدعاء ، دعوا مستقبلي القبلة ، ولم يستقبلوا القبر .
وأما وقت [2] السلام عليه ، فقال أبو حنيفة رحمه الله : يستقبل القبلة أيضا ، ولا يستقبل القبر .
وقال أكثر الأئمة : ( بل يستقبل القبر عند السلام خاصة ، ولم يقل أحد من الأئمة : إنه يستقبل القبر ) [3] عند الدعاء ، إلا في حكاية مكذوبة تروى عن مالك ، ومذهبه بخلافها .
واتفق الأئمة على أنه لا يتمسح بقبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا يقبله .
وهذا كله محافظة على التوحيد ، فإن من أصول الشرك بالله اتخاذ القبور مساجد ، كما قال طائفة من السلف في قوله تعالى : * ( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا ) * .
قالوا : هؤلاء كانوا قوما صالحين في قوم نوح ، فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ، ثم صوروا على صورهم تماثيل ، ثم طال عليهم الأمد فعبدوها .
وقد ذكر هذا المعنى البخاري في صحيحه [4] عن ابن عباس ، وذكره ابن جرير



[1] في العقود والمجموع : ( إليه ) بدل ما بين القوسين .
[2] في العقود والمجموع ( الوقوف للسلام ) بدل : وقت السلام .
[3] في العقود بدل ما بين القوسين ( يستقبل القبر عند الدعاء ) فلاحظ .
[4] صحيح البخاري ( 2 / 93 ) باب بناء المساجد على القبر .

268

نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست