نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 395
شئ غير ذلك لذكروه في ذلك المقام ، فليتأمل الناظر هذه الفائدة ، وليأخذها بكلتا يديه . وما اختاره القاضي عياض من عصمتهم من الصغائر كعصمتهم من الكبائر ، هو الذي أعتقده وأدين الله به وإن كان أكثر المتكلمين على خلافه ، ولا يحتمل هذا المكان التطويل بالاستدلال له . قال القاضي عياض : ولا يهولنك أن نسب قوم هذا المذهب إلى الخوارج ، والمعتزلة ، وطوائف من المبتدعة ، إذ منزعهم فيه منزع آخر من التكفير بالصغائر ، ونحن نتبرأ إلى الله تعالى من هذا المذهب . فصل [ ترتيب الشفاعات حسب الروايات ] وأما قوله عليه السلام عقب رفع رأسه : ( يا رب ، أمتي أمتي ) فظاهره أن أول شفاعته في أمته . وفي حديث حذيفة المتقدم : أنه يقوم ( وترسل الأمانة والرحم ، فيقومان جنبتي الصراط ) . ومال القاضي عياض إلى أن هذا في الأول ، لأن هذه الشفاعة هي التي لجأ الناس إليه فيها ، وهي الإراحة من الموقف ، والفصل بين العباد . ثم بعد ذلك حلت الشفاعة في أمته صلى الله عليه وآله وسلم في المذنبين ، وحلت شفاعة الأنبياء والملائكة وغيرهم . وجاء في الأحاديث المتقدمة : اتباع كل أمة ما كانت تعبد ، ثم تمييز المؤمنين من المنافقين ، ثم حلول الشفاعة ووضع الصراط ، فيحتمل أن الأمر باتباع الأمم ما كانت تعبد ، هو أول الفصل والإراحة من هول الموقف ، وهو أول المقام المحمود ، وأن الشفاعة التي ذكر حلولها ، هي الشفاعة في المذنبين على الصراط ، وهو ظاهر
395
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 395