نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 396
الأحاديث ، وأنها لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم ولغيره ، كما نص عليه في الأحاديث السابقة . ثم ذكر بعدها الشفاعة فيمن دخل النار . وبهذا تجتمع متون الأحاديث ، وتترتب معانيها إن شاء الله تعالى . هذا كلام القاضي رحمه الله ، وهو ترتيب حسن ، وليس فيه ما يعارض شفاعته صلى الله عليه وآله وسلم لأمته عقب رفع رأسه من السجود في المرة الأولى ، فإنه يحتمل أن يكون ذلك ابتداء فصل القضاء ، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن أمته هي المقضي لهم قبل الخلائق . فيكون صلى الله عليه وآله وسلم - لما يدنو للشفاعة في فصل القضاء ، ويؤذن له في الشفاعة - يبتدئ بالسؤال لمن يقضى له أولا ، فيجاب : بأن يدخل الجنة من أمته من لا حساب عليه ، هذا في المرة الأولى ، ويكون إعلامه صلى الله عليه وآله وسلم بذلك في أول الأمر ، من كمال الاكرام . ثم بعد ذلك تتبع كل أمة ما كانت تعبد ، ويوضع الصراط ، ويؤذن في الشفاعة للمذنبين ، فيشفع النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأنبياء والملائكة في نجاة من يشاء الله من النار . ثم بعد ذلك يدخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، ومن شاء الله تعالى من المذنبين ، فيقع بعد ذلك الشفاعة في إخراج المذنبين من النار . ولعل سؤال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمته في الثانية والثالثة والرابعة حينئذ ، ويشفع الأنبياء أيضا والملائكة والمؤمنون في إخوانهم . ويحتمل أن يكون اقتصار النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ذكر أمته ، من كمال الأدب مع ربه سبحانه وتعالى ، فإنهم الأخصون به ، وهو صلى الله عليه وآله وسلم يعلم أنه يحصل في ضمن ذلك ما قصد إليه ولجأ الناس بسببه ، من فصل القضاء العام . على أنه قد ورد في حديث آخر ذكره القاضي عياض في ( الشفاء ) : ( أما ترضون أن يكون إبراهيم وعيسى فيكم يوم القيامة ! ! ) . ثم قال : ( إنهما في أمتي يوم القيامة ، أما إبراهيم فيقول : أنت دعوتي وذريتي ،
396
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 396