نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 338
وكلها ضعيفة ، لأنها عدول عن الحقيقة إلى المجاز بغير دليل . فلم يبق إلا أنها حياة حقيقية الآن ، وأن الشهداء أحياء حقيقة ، وهو قول جمهور العلماء . [ حياة الشهداء : للروح أو للجسد ؟ ] لكن هل ذلك للروح فقط ، أو للجسد معها ؟ فيه قولان : أحدهما : للروح فقط ، لما ذكرناه من حديث ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهما وأن الروح في أجواف طير خضر ، وحياة الجسد إنما تكون بعود الروح إليه . والثاني : للجسد معها . وسنذكر مثل ذلك في سائر الموتى وإثبات حياتهم في قبورهم ، وأن عذاب القبر ونعيمه للجسد والروح جميعا ، وإذا كان نعيم غير الشهيد كذلك فنعيم الشهيد أتم وأولى وأكمل . وذكر القرطبي : أن أجساد الشهداء لا تبلى ، وقد صح عن جابر أن أباه وعمرو بن الجموح رضي الله عنهم - وهما ممن استشهد بأحد ، ودفنا في قبر واحد - حفر السيل قبرهما ، فوجدا لم يتغيرا ، وكان أحدهما قد جرح ، فوضع يده على جرحه ، فدفن وهو كذلك ، فأميطت يده عن جرحه ثم أرسلت ، فرجعت كما كانت ، وكان بين ذلك وبين أحد ست وأربعون سنة [1] .
[1] ذكر المؤرخ المتتبع عاتق بن غيث البلادي - مؤرخ مكة المكرمة وجغرافيها اليوم - أنه لما حفرت منطقة الشهداء في مكة لتأسيس بعض المباني ، عثر على قبر فيه جسد طري ، ويد المدفون على صدره ، فلما أزيحت اليد عن الصدر انبعث الدم ، وكلما أعيدت إلى موضعها انقطع الدم ، فتركوا الجسد في الموضع ، وعفي عليه . وهذا الموضع هو المعروف باسم ( فخ ) الذي كانت فيه معركة بين جماعة من أهل البيت ، والأمويين عام ( 131 ) للهجرة . وكتب السيد .
338
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 338