نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 339
ولما أجرى معاوية رضي الله عنه العين التي استنبطها بالمدينة ، وذلك بعد أحد بنحو من خمسين سنة ، ونقل الموتى ، أصابت المسحاة قدم حمزة رضي الله عنه فسال منه الدم . ووجد عبد الله بن حرام كأنما دفن بالأمس . وروى كافة أهل المدينة أن جدار قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما انهدم أيام الوليد ، بدت لهم قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان قتل شهيدا . ولا حاجة إلى الاكثار من ذلك ، فقد صح أن الأنبياء لا تأكل الأرض أجسادهم ، وورد مثله في الشهداء . ويعني بالشهيد من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا . فلا يرد علينا : أنا قد نرى من يقاتل وتأكله الأرض لكن بقاء الجسد لا يدل على حياته والكلام هنا إنما هو في الحياة ، وقد صح في الشهداء أنهم يقولون : نريد أن ترد أرواحنا إلى أجسادنا ، وهذا يرد قول من يقول : إن جسد الشهيد حي بروحه ، كما كان في الدنيا . اللهم إلا أن يقال : إنه حي بغير تلك الروح ، نوعا من الحياة مخالفا للحياة الدنيوية . وقد جاء في أرواح الشهداء : ( أنها في أجواف طير تسرح في الجنة حيث شاءت ، ثم تأوي إلى قناديل من تحت العرش ) . فمن العلماء من قال : أرواح الشهداء في أجواف طير في الجنة ، وأرواح غيرهم من المؤمنين في قبورهم ، وممن ذكر ذلك القرطبي في ( التذكرة ) . ومنهم من طعن في الحديث وقال : إنه لم يصح كونها في حواصل طير ، وزعم أنها بذلك تكون محبوسة ، نقل ذلك عن أبي الحسن القالي وغيره من المالكية . وهو مردود ، لأن الحديث صحيح . ومنهم من أول ( في ) بمعنى ( على ) .
339
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 339