نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 337
وهذان الحديثان صريحان في أن ذلك حصل فيما مضى . وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : لقيني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : ( يا جابر ، ما لي أراك منكسا ؟ ) . قلت : يا رسول الله ، استشهد أبي قبل يوم أحد ، وترك عيالا ، وعليه دين . قال : ( أفلا أبشرك بما لقي الله عز وجل به أباك ؟ ) . قلت : بلى يا رسول الله . قال : ( إن الله ما كلم أحدا قط إلا من وراء حجاب ، وأحيا أباك وكلمه كفاحا ، فقال له : يا عبدي ، تمن علي أعطك . فقال : يا رب ، تحييني فاقتل فيك مرة ثانية . قال الرب عز وجل : قد سبق مني أنهم لا يرجعون ) . قال : وأنزلت هذه الآية : * ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ) * رواه الترمذي وقال : حسن غريب من هذا الوجه [1] . وقوله : ( أحيا أباك ) يقتضي تجدد حياة ، والروح باقية لم تمت ، فإما أن يحمل على الجسد ، وإما على أن مفارقتها الجسد حياة لها . ومنها : ما سنذكره في سائر الموتى ، وأنهم منقسمون في القبور إلى منعم ومعذب . فثبت بهذه الوجوه أن الحياة حاصلة للشهيد الآن . ولكن من الناس من قال : إنها حياة مجازية ، ثم سلكوا في وجه المجاز وجوها : إما لأنهم في حكم الله مستحقون للنعيم في الجنة . أو لأن ثناءهم باق . أو غير ذلك من وجوه المجازات .