نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 95
ثم قال القائل : « وسرّ المسألة أنّه إذا قال : أنا لا أُشرك بالله شيئاً فقل له : وما الشّرك بالله ؟ فسّره لي فإن قال : هو عبادة الأصنام فقل : ما معنى عبادة الأصنام ؟ فسّرها لي ، فإن قال : أن لا نعبد إلاّ الله فقل ما معنى عبادة الله ؟ فسّرها لي ، فإن قال بما فسّره القرآن فهو المطلوب ، وإن لم يعرفه فكيف يدّعي شيئاً لا يعرفه ، وإن فسّره بغير معناه بيّن له الآيات الواضحات في معنى الشرك ، وما قاله عبدة الأوثان أنّه الّذي يفعلونه هذا الزمان بعينه ، وأنّ عبادة الله وحده لا شريك له هي الّذي ينكرون علينا ، ويصيحون كما يصيح إخوانهم حيث قالوا : ( أجعل الآلهة إلهاً واحداً هذا لشيءٌ عجاب ) ( 1 ) انتهى . ومراده من هذا الكلام الطويل ما كرره سابقاً من أنّ عبدة الأصنام مقرون بالله الخالق الرازق المدبّر ، ويستشفعون بالأصنام والصّالحين للتقرب إلى الله ، وهذا عين ما عليه أهل زماننا لكونهم ؛ مقرين بالله خالقاً ورازقاً ويستشفعون بالصالحين للتقرب إلى الله ، ولكنك قد عرفت الجواب بما ذكرنا في المقدمات وغيرها . ونجيب كلامه هنا أيضاً بتعبير أوضح فنقول في جواب السؤال عن تفسير الشرك أعني قوله : « ما الشرك فسّره لي » : أنّ الشّرك العبادة لغير الله بما يعبد به الله تعالى وحده ، ومعناه أنّه إذا تواضع
1 - سورة ص : الآية 5 .
95
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 95