نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 87
فلا تدعوا مع الله أحداً ) ( 1 ) فنهى عن الدّعوة المخصوصة الّتي كانت معمولة عند عبدة الأصنام ، بل اليهود والنّصارى ، حيث إنهم في بيعهم وكنايسهم يدعون العزير وعيسى ( عليه السلام ) بالأُلوهية ، وعبدة الأصنام كانوا يقولون : لبيك لا شريك لك إلاّ شريك هو لك ، فالآية ناهية عن تلك الأفعال ، ولو سلمنا العموم فهو مخصّص بالدّعوة الاستشفاعيّة لمن أعطاه الله الشّفاعة ، ولو سلّمنا عدم التّخصيص فنقول : ليس الاستشفاع بالنبيّ ( صلى الله عليه وآله ) دعوة لغير الله تعالى ، ونفس الاستشفاع للوجاهة ليست بعبادة ، والنهي عن دعوة غير الله مع الله الدّعوة بالأُلوهية لا الدّعوة للاستشفاع ، وقد قدّمنا أنّها مستلزمة لدعوة قبول الشّفاعة . وبما ذكرنا ظهر لك أنّ قول القائل : « طلبك من الله شفاعة نبيه ( صلى الله عليه وآله ) عبادة ، والله نهاك أن تدعو مع الله أحداً في العبادة » مغلطة وليس في محلّه ؛ لأنّ الاستشفاع بالنبيّ ( صلى الله عليه وآله ) والوليّ أيضاً عبادة لله لتضمنه طلب قبول الشّفاعة ، لأنّ طلب شفاعة نبيه ( صلى الله عليه وآله ) ليس إلاّ لأجل التوجّه إلى ذات الحقّ وهو حاصل بالاستشفاع بالنبيّ ( صلى الله عليه وآله ) لأنّ معنى الاستشفاع طلب الحاجة بتوسّط النبيّ المجعول له الشّفاعة ، والمأذون في الشّفاعة بإعطائها له ( صلى الله عليه وآله ) .
1 - سورة الجن : الآية 18 .
87
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 87