نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 86
هذا لكنك إذا تأملت في حقيقة معنى إعطاء الله تعالى الشّفاعة لنبيه أو وليّاً ، عرفت أنّه لا معنى للإعطاء إلاّ ترغيب النّاس إلى الاستشفاع به وطلب ما أعطاه ربّه ، ويدل عَلى ذلِك ما ورد في تفسير قوله تعالى : ( فتلقّى آدمُ من رَبِّه كلمات فتاب عَلَيْهِ ) ( 1 ) من أنّ المراد بتلقيه تلك الكلمات التوسل بالأسامي المكتوبة في ساق العرش ، فتوسّل بها وقال : « اللّهم بمحمّد ( صلى الله عليه وآله ) وأنت المحمود » إلى آخر الخبر ( 2 ) فقبل بذلِك توبته ، بل نقول : إنّه إذا قال الداعي : اللّهم لا تحرمني شفاعة النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، أو شفعه فيّ لا معنى له غير قبول شفاعته بعد الاستشفاع به ؛ إذ أصل الشّفاعة المعطى بها للنبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ولا حاجة إلى دعوة الداعي ومطلوب الداعي قبول شفاعته فيما استشفعه به ، فإذا قال خطاباً للنبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : يا وجيهاً عند الله اشفع لي عند الله ، فقد طلب الشّفاعة صريحاً من النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وقبوله ضمناً من الله تعالى وإذا قال : اللّهم لا تحرمني شفاعة النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) أو شفعه فيّ ، فقد طلب من الله قبول شفاعته ( صلى الله عليه وآله ) واستشفع به ( صلى الله عليه وآله ) ضمناً ، وهذا ظاهر عند العارف المنصف وذي الوجدان غير المتعسف ( 3 ) . وأما النهي عن دعوة غير الله بقوله تعالى : ( وأنّ المساجد لله
1 - سورة البقرة : الآية 37 . 2 - راجع تفسير الآية في مجمع البيان 1 : 200 ط دار المعرفة - بيروت . 3 - في الأصل : الغير معتسف ، والصواب ما أثبتناه .
86
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 86